strong>واشنطن ــ عمر أحمد
رغم فشل السياسة الأميركية في عزل سوريا، وتوالي الزيارات الدولية والأميركية إلى دمشق، لا تزال إدارة الرئيس جورج بوش ماضية فيها، وتتجه على ما يبدو إلى تصعيدها

اختتم نواب جمهوريون أميركيون أمس زيارة إلى دمشق، حيث التقوا الرئيس السوري بشار الأسد، قبيل الزيارة المتوقعة غداً لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، التي انتقدتها الإدارة الأميركية بشدة، وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية مؤشراً إلى قرار البيت الأبيض تصعيد حملته على سوريا.
وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تركّز في حملتها على مهاجمة سجل نظام حكم الرئيس السوري في مجال حقوق الإنسان. وأوضحت أن المخطط الرئيسي للحملة على سوريا هو نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إليوت ابرامز، الذي يعدّ أحد منظري المحافظين الجدد وصاحب التوجهات الليكودية المتطرفة. وأضافت إن خطة الحملة تقوم على دعم “التيارات والأفراد” الذين يطالبون بنشر الديموقراطية في سوريا وإدانة القمع والقول إن “الجهود الأميركية في هذا المجال شبيهة بالجهود المبذولة ضد إيران وكوريا وزيمبابوي”.
ويعتقد محللون أن الحكومة الأميركية تعتزم التشكيك في صحة نتائج الانتخابات البرلمانية في سوريا التي ستجري في 22 نيسان الجاري، والتي ستراقبها مجموعات تموّلها وزارة الخارجية الأميركية عبر برنامج “مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط”، التي رصدت لها خمسة ملايين دولار.
في هذا الوقت، اختتم وفد يضم ثلاثة من الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي أمس زيارة إلى سوريا دامت ثلاثة أيام، التقوا خلالها الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
وقال أعضاء الوفد، الذي يضم فرانك وولف (ولاية فرجينيا)، وجوزيف بيتس (ولاية بنسلفانيا) وروبرت أدرهولت (ولاية ألاباما)، في بيان لهم، إنهم طلبوا من السلطات السورية “منع المقاتلين الأجانب الذين يقتلون الجنود الأميركيين والعراقيين الأبرياء من دخول العراق عبر سوريا. وإنهاء الدعم لحزب الله وحماس والاعتراف بحق إسرائيل بالوجود بأمن وسلام، ووقف التدخل في لبنان”.
وأضاف البيان إن النواب زاروا رياض سيف أحد قادة المعارضة الحاليين.
وقال مسؤولون سوريون إن الأسد بحث مع الوفد الوضع في العراق والمنطقة، فيما عرض المعلم معهم أيضاً العلاقات السورية الأميركية و“مواصلة بلاده جهودها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”، مشدداً على “أهمية الحوار بين الجانبين للتوصل إلى قواسم مشتركة تساعد على حل الأزمات القائمة في المنطقة”.
وقالت مصادر في مكتب وولف إنه وزملاءه حملوا معهم “مبادرة جديدة حول الشرق الأوسط”، كان قد أعلنها في مؤتمر صحافي في واشنطن يوم الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي.
وتقوم المبادرة على اعتبارات اقتصادية ودينية، حيث قال إن “الدين يؤدي دوراً مهماً في حياة الشعوب”، مضيفاً “إننا لا نستطيع العمل باتجاه السلام في الشرق الأوسط من دون الأخذ باعتبار الجذور الدينية لشعوبها”.
ومن المقرر أن تبدأ بيلوسي غداً الثلاثاء زيارة إلى دمشق، تلتقي خلالها الرئيس السوري. وأفاد مصدر في السفارة الأميركية في دمشق إن بيلوسي “من المقرر أن تتباحث مع الرئيس الأسد في عدد من المسائل المرتبطة بالعلاقات السورية الأميركية والمسائل الإقليمية”.
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ميري ايسين إن بيلوسي طلبت من إيهود أولمرت خلال لقاء في القدس المحتلة “ما يمكنها نقله عن اسرائيل الى محاوريها السوريين”، خلال زيارتها المقبلة إلى دمشق.
ورد أولمرت، بحسب ايسين، إن على هذا البلد أن “يتوقف أولاً عن دعم الإرهاب. سنتباحث معه بسرور اذا قام بذلك”.
وفي خرق على جبهة العزل الفرنسية، أعلنت السفارة الفرنسية في دمشق أمس أن السيناتور فيليب ماريني، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية ــــ السورية في مجلس الشيوخ الفرنسي، بدأ زيارة لسوريا تستمر حتى الخامس من نيسان الجاري لـ“استعراض علاقات التعاون وأوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا”.