القاهرة، مقديشو ــ الأخبار
شهدت مقديشو أمس هدوءاً حذراً أمّنه الاتّفاق الذي عقد أوّل من أمس لوضع حدّ لحمّام الدم الذي ذكرت منظّمة «علمان» الصوماليّة أمس أنّه أودى بحياة 381 شخصاً خلال الأيّام الخمسة الماضية. وفيما ينتظر الشعب الصومالي انعقاد مؤتمر المصالحة في منتصف الشهر الجاري، عزّزت أديس أبابا عديد وعتاد قوّاتها المنتشرة في هذا البلد المضطرب.
وتواصل تبادل إطلاق نار متقطّع في مقديشو أمس، وخصوصاً في حي «الملعب» الذي شهد أعنف المواجهات خلال الأيّام الماضية، وقتل الجنود الإثيوبيون أربعة مدنيّين جنوب العاصمة، فيما أصيب شخصان بجروح في انفجار لغم لدى مرور قافلة كانت تقلّ ضابطاً صومالياً.
ومن المقرر أن ترسل بوروندي قوّات قوامها 1700 جندي إلى الصومال خلال الأيام المقبلة، لكي تنضم إلى القوات الأوغندية العاملة في إطار قوّات حفظ السلام الأفريقية. وفي دلالة على حدّة أيّ مواجهات مرتقبة، أفادت مصادر صومالية لـ«الأخبار» بأن الجيش الإثيوبى بدأ بالعودة مجدداً إلى البلاد لمواجهة الهجمات المتزايدة التي تشنّها بقايا الإسلاميين، مشيرة إلى أنّ عشرات الشاحنات المحمّلة بالجنود بالإضافة إلى بعض قطع الأسلحة الثقيلة والدبابات شوهدت وهي تدخل إلى عمق 30 كيلومتراً من حدود الصومال آتية من إثيوبيا.
في هذا الوقت، نفى مصدر مقرّب من الرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف، في حديث لـ«الأخبار»، أيّ نيّة لتأجيل مؤتمر المصالحة الوطنية المقرّر عقده في 16 الشهر الجاري بمشاركة 3000 من ممثّلي مختلف القبائل والعشائر ومنظّمات المجتمع المدني فى الصومال.
كما نفى المصدر أن تكون قبيلة «الهوية»، التي عقدت اتّفاق التهدئة مع القوّات الإثيوبيّة أمس، قد تقدّمت بطلب لتأجيل «المؤتمر»، مشيراً إلى أن الرئيس الصومالي يجري حالياً مشاورات مكثّفة مع قادة هذه القبيلة، من أجل ضمان عدم ممانعتها عقد المؤتمر وجدول أعماله.
من ناحية أخرى، تنظّم جامعة الدول العربية اليوم، اجتماعاً عاجلاً لمجموعة الاتصال الدولية المعنية بالصومال برئاسة الأمين العام للجامعة عمرو موسى. وذكرت مصادر مقرّبة من أجواء الاجتماع أنّه ستُرسَل رسائل إلى القوى السياسية الصومالية لحثها على التهدئة والتوجه نحو إقامة حوار سياسي وإجراء مصالحة تؤدي إلى استتباب الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، وصلت إلى القاهرة أمس مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جنداي فرايزر، في زيارة تستمرّ أياماً، تجري خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين في مصر والجامعة العربية حول تطورات الأوضاع في الصومال.