القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
مخاوف من التحالف مع «الإخوان» خشية الصدام مع النظام

روّجت مصادر في «الحزب الديموقراطي الوطني» الحاكم فى مصر أنباءً عن سعي جماعة «الإخوان المسلمين» للتحالف مع أحزاب المعارضة بهدف التنسيق السياسي فى الانتخابات النيابيّة المقبلة، مشيرة إلى أنّ أحزاب «التجمّع» و«الناصري» و«الوفد» رفضت التحالف بينما أبقى حزب «الغد» على التفاوض انتظاراً لتحقيقشروط سياسيّة مناسبة كي لا يتكرّر ما حدث مع الرئيس السابق للحزب، المسجون حالياً فى قضية توكيلات مزوّرة للحزب، أيمن نور.
وعلى الرغم من أنّ «الإخوان» رفضت عرض الأحزاب للتحالف في الانتخابات النيابية عام 2005، إلّا أنّ التفسير الذي تتبنّاه المصادر نفسها عن رفض عرض الجماعة، يقوم على قاعدة خشية المعارضة من الصدام مع النظام، إلى جانب شعور الأحزاب بأنّ عرض «الإخوان» هو محاولة للخروج من مأزقها السياسي بعد الوضعية القانونية الجديدة التى فرضتها التعديلات الدستورية الأخيرة، والمتعلّقة بشرعيّة الأحزاب الدينيّة.
ويشدّد مسؤول اللجنة السياسية في «الإخوان»، عصام العريان، على أنّ جماعته «لم تطرح التحالف مع أحزاب المعارضة»، موضحاً أنّ «كل ما حدث هو أنّنا طرحنا مجرّد الاستعداد للتحالف لأنّ الفكرة أساساً لا تزال محلّ دراسة فى مكتب الإرشاد ولم نتخذ بها قراراً بعد وأعتقد أنّ أيّ قرار لن يصدر إلّا بعد صدور القوانين الجديدة».
وشدّد العريان على أنّ قرار التحالف متعلّق أساساً بـ«قانون مباشرة الحقوق السياسية»، الذي سيحدّد طريقة إجراء الانتخابات البرلمانية. وقال «إنّنا ندرك تماماً أنّ قرار أحزاب المعارضة بقبول التحالف مع الإخوان ليس فى يدها وأنّ الحكومة قد تجبرها على قبول التحالف إذا أيقنت أنّها لن تحقّق عدداً مقبولاً من مقاعد مجلس الشعب لأنّ النظام يسعى إلى خلق ديكور من المعارضة لمواجهة الانتقادات الخارجية بعد فضيحة الاستفتاء».
وأكّد العريان أنّ «الحكومة تدرك تماماً أنّ المعارضة لن تتمكّن من التمثيل الجيّد فى البرلمان إلّا عن طريق تحالفها مع الإخوان، كما حدث مع حزب الوفد فى انتخابات عام 1984 ومع حزب العمل فى انتخابات عام 1987».
ومن جهتهم، أعرب كلّ من الأمين العام لحزب «التجمّع» حسين عبد الرازق والسكرتير العام لحزب «الوفد» منير فخري عبد النور والأمين العام لـ«الحزب الناصري» أحمد حسن عن اتخاذهم قراراً موحّداً بالتحالف معاً في مواجهة الوضع الذي أوجدته التعديلات الدستورية، وهو تحالف لن يضمّ «الإخوان» رغم حماسة كلّ من المنسّق العام لحركة «كفاية» عبد الوهاب المسيرى ورئيس الوزراء السابق رئيس «الجبهة الوطنية من أجل التغيير» عزيز صدقي، للتحالف أو على الأقلّ التنسيق مع «الجماعة».
أمّا موقف حزب «الغد» فجاء على لسان رئيسه الجديد إيهاب الخولي، الذي قال لـ«الأخبار» إنّ «التحالف مع جماعة الإخوان مرفوض»، مؤكّداً أنّ حزبه «لن يتحالف مع أيّ فصيل ضدّ التوجّه المدني للدولة». ورفض الخولي التعليق على أنّ موقف الحزب الجديد يأتي تخوّفاً من الصدام مع الحكومة، وخصوصاً أنّ الرئيس السابق للحزب المسجون أيمن نور أبدى استعداده للتحالف مع «الإخوان»، وقال إنّ «الأولويّات اختلفت لدينا الآن».