القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
تبدي الولايات المتحدة اهتماماً مفاجئاً بملفات داخلية غير متوقعة في مصر، مثل وضع الشيعة والحالة الصحية للشعب المصري، فضلاً عن محاولة للعثور على الحمض النووي للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في وقت التقى فيه الرئيس المصري حسني مبارك، في منتجع شرم الشيخ أمس، بوفد أميركي، يضم 25 نائباً برئاسة زعيم الغالبية الديموقراطية والنائب عن ولاية ميريلاند ستيني هوير، لبحث ملفات إقليمية، بينها لبنان ومسيرة السلام المتعثرة في منطقة الشرق الأوسطوخصصت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية حيزاً لافتاً للانتباه، عبر موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت، لملف الشيعة في مصر، حيث ذكرت، في تقرير، أن «الشيعة الإمامية يمثلون أقلية محدودة العدد في مصر، وهم محرومون من التعبير عن معتقداتهم الدينية، وممنوعون من إقامة مؤسسات دينية أو اجتماعية خاصة بهم، وهم يتعرضون للتضييق الأمني».
وأوضحت الـ«سي ان ان» أن النظام المصري «ينظر الى الشيعة نظرة اتهام في ولائهم، بينما ينظر إليهم المجتمع في العموم نظرة متشككة في معتقداتهم».
ورأت مصادر شيعية مصرية أن الاهتمام الأميركي بملفهم «ليس مفاجئاً»، وأنه سبق أن تعرضت تقارير عديدة عن حقوق الإنسان وحرية الأديان، أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية و«بيت الحريات الأميركية»، لهذا الملف، الذي يثير حساسيات أمنية وسياسية في مصر لارتباطه بإيران.
وفي السياق، قال أستاذ جامعي شيعي في مدينة المنصورة لـ«الأخبار» إنه «لا علاقة من أي نوع بين الشيعة في مصر والأجهزة الأميركية»، معتبراً أن الاهتمام الأميركي مبعثه الرئيسي هو «محاولة توجيه رسالة إلى السلطات المصرية بأن في امكان واشنطن إثارة المتاعب إعلامياً على الاقل، ما لم تتعاون معها في الملفات الإقليمية المفتوحة، وخاصة في العراق ولبنان وفلسطين المحتلة، وعلى صعيد عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط».
ويذهب بعض المحللين، مثلما أشارت الـ«سي أن ان»، إلى القول إن علاقة الحكومة المصرية بالشيعة «تتأثر سلباً وإيجاباً بحسب علاقاتها مع إيران. فحين تتوتر العلاقات بين البلدين، يتم التضييق عليهم، وحين تنفرج، يتم تخفيف الحصار عنهم، خاصة أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين طهران والقاهرة لم تُستعد بعد».
في هذه الاثناء، يدأب موقع وزارة الخارجية الأميركية على شبكة الانترنت على بث تقارير عن الحالة الصحية للشعب المصري، وتطورات أزمة مرض أنفلونزا الطيور، وهو ما بات يمثل حرجاً كبيراً للسلطات المصرية، التي سعت إلى التقليل من حجم هذه الأزمة، قبل أن تضطر أخيراً إلى إعلان الأرقام الحقيقية لخسائرها البشرية والمادية.
على صعيد آخر، كشفت مصادر مصرية لـ«الأخبار» أن واشنطن «حصلت قبل سنوات من الحكومة المصرية على عينة من الحمض النووي (دي ان ايه) لشقيق ايمن الظواهري» ما يمكّنها من التعرف بدقة الى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في حال مقتله.
وقالت المصادر نفسها إن الحمض النووي الريبي لشقيق الظواهري المسجون في مصر «سبق ان استخدم في فحوص أُجريت في مختبرات مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (اف بي اي) في واشنطن»، مشيرة إلى «مصاعب» في تحديد هويات الأشخاص الذين يقتلون في غارات أميركية.
وثمة تقارير غير رسمية عن قيام عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي ايه» باستجواب بعض قادة «القاعدة» المصريين المعتقلين، بعد أن تم تسليمهم إلى الحكومة المصرية، للحصول على بعض المعلومات المتعلقة بالظواهري، من قبيل طول قامته ووزنه والتركيب الجيني لجسمه.
ونفت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جنيدي فريزر، أن تكون مصر هي المقر المختار للقاعدة العسكرية الأميركية، التي تنوى واشنطن إقامتها في أفريقيا.