strong>طهران ــ محمد شمص
طهران تتحدّث عن رسالة اعتذار من لندن وترفض التفاوض بشأن حقوقها النووية... وروسيا تستبعد ضربة عسكرية

لم يكد البحارة البريطانيون الـ15، الذين أطلقتهم إيران أول من أمس، يصلون إلى بلادهم حتى تغيّرت لهجتهم عن اعتقالهم، فبات «صعباً»، وإن أقرّوا بأنهم كانوا في مهمة استخبارية في الخليج، وسط تأكيد لمسؤولين ايرانيين أن خطوة الإفراج حققت كل أهدافها.
وحظي البحارة قبيل مغادرتهم طهران، بتوديع الأبطال في مطار مهراباد. ووزعت عليهم هدايا الرئيس محمود أحمدي نجاد والحرس الثوري، بحضور السفير البريطاني لدى طهران جفري آدامز.
وقالت فاي تيرنر، المرأة الوحيدة ضمن المجموعة، إن “المعاملة كانت جيدة. سيكون من اللطيف العودة الى الوطن ولقاء العائلة”.
غير أنهم فور وصولهم الى بلادهم، أصدروا بياناً مشتركاً، قرأه مسؤول عسكري في قاعدة عسكرية جنوب غرب انكلترا، حيث التقوا أُسرهم، قالوا فيه إن «الأسبوعين الماضيين كانا في غاية الصعوبة».
ونقلت محطة «سكاي نيوز» تصريحاً لأحد البحارة المفرج عنهم، النقيب كريس اير، قالت إنه أدلى به قبل احتجازه بأسبوع، أفاد فيه أن مهمتهم كانت تتمثل خصوصاً في جمع معلومات استخبارية عن الأنشطة الإيرانية في الخليج.
وفي طهران، قال مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، علي ولايتي، «إن أهدافنا قد تحققت في قضية البحارة البريطانيين»، مضيفاً «يربط البعض بين عملية الإفراج ومهلة الـ48 ساعة التي أعطاها البريطانيون، فيما كانت ايران قد اشترطت الاعتراف بانتهاك (مياهها الإقليمية) وتقديم اعتذارات. وعشية الإفراج بعث رئيس الوزراء البريطاني (طوني بلير) رسالة اعتذار» الى طهران.
ولم تتحدث لندن مطلقاً عن رسالة اعتذار، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني إن عملية الإفراج تمت «بشكل أسرع مما كان متوقعاً وتمكنّا من تحقيق ذلك. أود أن أكون واضحاً فقد تم الإفراج عنهم من دون مفاوضات أو صفقة”.
من جهة ثانية، تلقى نجاد اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب خلاله عن شكره وتقديره لهذه «الخطوة الايجابية» بالعفو عن البحارة البريطانيين. وتمنّى عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وفي واشنطن، نفى البيت الأبيض أن يكون الإفراج عن الجنود البريطانيين يعكس تغييراً في الموقف الإيراني، مشدّداً على وجوب أن تعلق طهران نشاطاتها النووية الحساسة، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الولايات المتحدة لا تنوي إطلاق سراح الإيرانيين الخمسة المحتجزين في العراق.
وفي الملف النووي، أفاد التلفزيون الرسمي الايراني أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي لاريجاني، استبعد تماماً أي تعليق لعمليات تخصيب اليورانيوم امتثالاً لمطالب مجلس الأمن الدولي.
وقال لاريجاني، خلال مكالمة هاتفية مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، “إن الجمهورية الإسلامية الايرانية مستعدّة فقط للتفاوض بشأن عدم تحويل (برنامجها النووي لأهداف عسكرية) وليس بشأن حقوقها النووية”.
في غضون ذلك، أعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة النووية أمس، أن نجاد سيرأس الاثنين المقبل في التاسع من نيسان، حفلاً بمناسبة “اليوم النووي الوطني” في ناتنز (وسط) موقع تخصيب اليورانيوم.
وفي موسكو، نقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن نائب وزير الخارجية ألكسندر لوسيوكوف قوله إن “الاتصالات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة لا توفّر مسوغات لاحتمال شن هجوم من جانب الولايات المتحدة على إيران في الأيام القريبة المقبلة”.
وقال ضباط روس رفيعو المستوى إن الولايات المتحدة ستُمنى بخسائر اذا هاجمت ايران لكن الغلبة العددية ستضمن لها في نهاية الأمر تحقيق السيطرة الجوية.
وقال قائد الدفاع الجوي الروسي، الجنرال يوري سولوفيوف، في مؤتمر صحافي، إن «منظومة الدفاع الجوي الإيرانية قوية الى حد بعيد حسب تقديراتنا».
أما رئيس أركان قوات الدفاع الجوي الجنرال سيرغي رازيغراييف، فرأى أن «الوضع اليوم هو ان الجانب المهاجم (الولايات المتحدة) لديه أسلحة أحدث وأقوى ويتمتع بالتفوق الكمي مقارنة بدفاعات ايران»، مضيفاً إن الأميركيين «سيتمكنون من تحقيق التفوّق الكمي بالقدر الذي يتيح لهم إنجاز المهمة المحددة لكنهم سيمنون أيضاً بخسائر».
الى ذلك، أعلن الأسطول الخامس الأميركي أن حاملة الطائرات الأميركية «جون سي ستينيس» وصلت اول من امس، الى بحر العرب بعد ان شاركت في مناورات جوية وبحرية في مياه الخليج.