غزة ــ رائد لافي
دخلت صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة التي تأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وإسرائيل، مرحلتها الحاسمة، ما يشير إلى قرب إنهاء ملف اعترضته عقبات كثيرة على مدار الأشهر التسعة الماضية.
وأكد مصدر مطلع على الصفقة لـ“الأخبار” أن المباحثات شهدت خلال الأيام الماضية حراكاً جيداً، وتقدماً ملحوظاً يعزز فرص إنهاء هذه القضية قريباً.
وبحسب المصدر نفسه، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن فصائل المقاومة تصرّ على إخلاء السجون الإسرائيلية من الأسرى الذين قضوا أكثر من 13 عاماً، ومن المستحيل تحريرهم إذا لم يتم اغتنام فرصة التبادل. وكشف عن تفاصيل الصفقة التي تشمل إطلاق سراح 1429 أسيراً على ثلاث مراحل، بينهم 450 أسيراً في المرحلة الأولى، في مقدمتهم أمين سر حركة “فتح” مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب أحمد سعدات وعدد من قادة “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، قبل تسليم شاليط إلى مصر.
وقال المصدر إن المرحلة الثانية ستُنفّذ بالتزامن مع تسليم شاليط إلى مصر، وتشمل إطلاق جميع النساء والأطفال، وكل الأسرى الذين قضوا أكثر من 15 عاماً في السجون، فيما تضم المرحلة الثالثة التي ستُنفّذ بعد شهرين من تسليمه إلى إسرائيل جميع الأسرى الذين قضوا ما بين 13 إلى 15 عاماً.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء غازي حمد إن الصفقة قطعت شوطاً متقدماً، بعد تسليم قوائم الأسماء للوفد الأمني المصري المقيم في الأراضي الفلسطينية. ولم يستبعد التوصل قريباً إلى توافق في شأن عدد الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، لكنه أبدى في الوقت نفسه تخوفه من “الفيتو” الإسرائيلي على بعض الأسماء التي قدمتها المقاومة، ما سيمثّل عقبة كبيرة أمام النجاح.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قد نشرت عدداً من أسماء الأسرى الذين شملتهم القائمة، وبينهم قادة كبار في “كتائب القسام” ومنهم يحيى السنوار، مؤسس أول جهاز أمني لـ“حماس” باسم “مجد” والمعتقل منذ عام 1989، ومحمد شراتحة، قائد الخلية التي خطفت وقتلت جنديين إسرائيليين في غزة عام 1998، وعيد مصلح وناصر دويدار اللذان اعتقلا عام 1992، ومحمد دخان، ابن أحد مؤسسي “حماس” النائب عبد الفتاح دخان، وحازم العايدي المحكوم بالمؤبد منذ عام 1991، وجمال عقل وأحمد أبو الكاس من قدامى معتقلي الحركة.
وأكدت مصادر إسرائيلية إحراز تقدم في الصفقة، لكنها رأت أن الطريق لطي هذا الملف “لا يزال طويلاً”. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها “إن طاقماً خاصاً من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بدأ دراسة قائمة الأسماء”، مشيرةً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت سيبلور موقف إسرائيل قريباً.
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن قائمة الأسماء معروفة لدى حكومة الاحتلال منذ مدة، وأنها تنطوي على “مشاكل عديدة”، مشيرةً إلى أنه ستكون هناك ضرورة لفحص كل حالة على حدة. وأضافت “إن الإفراج عن بعض الأسرى قد يحتاج إلى صدور عفو عن رئيس الدولة، على أن تلتئم الحكومة لإقرار أي تعديل لهذه المعايير إذا ما استدعت الضرورة ذلك”.
وأكدت مصادر سياسية لـ“يديعوت أحرونوت” أن اسم مروان البرغوثي موجود في قائمة السجناء، وأن التقدير في القدس المحتلة هو أن اسرائيل كفيلة بأن توافق على تحرير البرغوثي في اطار صفقة يعاد فيها شاليط.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى ضالع في المفاوضات إن “في القائمة قتلة كانوا ضالعين في العمليات بين 2000 و 2005 ولا توجد أي فرصة لأن نحررهم في الصفقة المتبلورة حالياً”. وذكرت مصادر إسرائيلية أن أولمرت سيشكل لجنة وزارية خاصة لتحديد معايير الإفراج عن أسرى فلسطينيين وستعيد النظر في تعريف اصطلاح “أياد ملطخة بالدماء” من أجل منح الحكومة مجال مناورة في التفاوض.
وقال عضو لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست الوزير يتسحاك هرتسوغ، في حديث إلى إذاعة الجيش أول من أمس، إن اللجنة ستبحث في إمكان جعل تعريف “أياد ملطخة بالدماء” أكثر مرونة، من أجل “زيادة مساحة المناورة لطاقم التفاوض للإفراج عن جلعاد شاليط”.