strong>مــواجهات الديوانيــة مستمرّة لليــوم الرابــع والصدر يحذّر من «الفتنــة»
تشير الوقائع الميدانية والسياسية في العراق الى مزيدٍ من الاحتدام في المواجهة بين الاحتلال الأميركي وتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بعدما لبى مئات الآلاف من العراقيين نداء «السيد» لتظاهرة تدعو الى خروج الأميركيين من العراق.
وسارت تظاهرة حاشدة في مدينة النجف في الذكرى الرابعة لسقوط النظام العراقي السابق على يد الاحتلال الأميركي عام 2003.
وأحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي، ورفعوا الأعلام العراقية ولافتات منددة بالاحتلال، بينما شارك عشرات العلماء السنة، قدموا من البصرة ومدن عراقية مجاورة، في التظاهرة.
وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان، نصار الربيعي، الذي شارك في التظاهرة، إنه «بعد أربع سنوات من الاحتلال، لم يحصد العراق سوى القتلى، من دون أي خدمات ولا كهرباء أو ماء»، موضحاً أنه «ليست هناك سيادة للشعب أو الحكومة. لا نقول إن السيادة منقوصة، إنما معدومة».
من جهة ثانية، أعلن النائب عن التيار الصدري صالح العكيلي أن «سماحة السيد الصدر موجود في البلاد، وقد أصدر بيانات عديدة منذ الأنباء التي ترددت عن مغادرته العراق في شهر شباط الماضي».
وكان الصدر، المتواري عن الأنظار، قد دعا الى رفع العلم العراقي «وحده» خلال تظاهرة أمس.
وقد سارع المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون غوندرو الى اعتبار تظاهرة النجف مؤشراً على حرية التعبير في العراق.
وقال غوندرو، في مؤتمر صحافي، إنه بعد أربع سنوات على إطاحة صدام حسين، أضحى العراق «مكاناً يمكن الناس فيه التجمع بحرية والتعبير عن رأيهم، فيما لم يكن باستطاعتهم ذلك في عهد صدام».
وعن الميليشيات الشيعية في العراق، قال غوندرو إنها «تنشط بصورة غير شرعية في العراق»، مؤكداً أن القوات الأميركية «ستهتم بكل الذين ينشطون خارج دولة القانون». وكرر المتحدث باسم البيت الأبيض التأكيد أن الصدر موجود في إيران.
في هذه الأثناء، استمرت المواجهات، لليوم الرابع على التوالي في الديوانية، بين جيش المهدي وقوات عراقية وأميركية. وأقرّ مسؤول أمني عراقي بوجود «مقاومة عنيفة في المناطق الجنوبية، حيث تشارك مروحيات ومدرعات في العمليات»، معلناً اعتقال 50 مشتبهاً فيهم.
وذكرت دائرة الصحة في الديوانية أن «عدد الضحايا في صفوف المدنيين بلغ تسعة قتلى و25 جريحاً، منذ بدء العملية العسكرية»، بينما أعلن بيان للاحتلال مقتل «60 إرهابياً» منذ اندلاع المواجهات.
وكانت قوة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي، تدعمها قوات أميركية، قد بدأت، فجر الجمعة، عملية «النسر الأسود رداً على تهديدات من جانب الميليشيات» الشيعية، وفقاً لبيان أميركي.
ووجه الصدر، أول من أمس، «نداءً الى جيش المهدي والأجهزة الأمنية لوقف القتال»، جاء فيه «كفاكم تصارعاً وتقاتلاً؛ فهذا إنجاح لمخطط عدونا وعدوكم، فما عاد عراقنا يحتمل إراقة هذه الدماء، فدم العراقي خط أحمر».
وتابع بيان الصدر «يا جيش العراق وشرطته لا تنجروا خلف المحتل؛ فإنه لكم عدو مبين»، موضحاً أن «جيوش الظلام، المتمثلة بقوات الاحتلال وعلى رأسها كبيرة الشر أميركا، أخذت تعمل على زرع الفتنة، إما مباشرة أو عبر عملائها ممن باعوا أرضهم وشرفهم، وها نحن نرى ما يقع في الديوانية من فتنة خطط لها المحتل، لجر الإخوة للتصارع والقتال».
وأعلن الاحتلال مصرع ستة من جنوده وإصابة أربعة آخرين الأحد في هجمات في بغداد وديالى.
على صعيد آخر، قال صادر الرفاعي، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن ايران رفضت السماح لطائرة تقل المالكي، متجهة نحو اليابان، بعبور أجوائها مساء السبت.
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني إن «الإذن من أجل مرور رحلة المالكي هو أمر طبيعي. جميع الرحلات بحاجة إلى إذن»، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
في هذا الوقت، قال النائب عن الائتلاف العراقي الشيعي الموحد حسن السنيد إن «انسحاب جبهة التوافق (برئاسة عدنان الدليمي) من الحكومة سيؤثر على العملية السياسية، ولكنه لن يوقفها»، موضحاً أن الجبهة «قدمت مبررات تمثلت في أن عملية فرض القانون انحرفت عن مسارها».
وكان الناطق باسم جبهة التوافق سليم عبد الجبوري قد أعلن أن «الجبهة تقوّم وتدرس الأداء في ظل مشاركتها في العملية السياسية»، مضيفاً إن «عدم حضورنا في المجلس السياسي للأمن الوطني جاء لإشعار الحكومة بأن المجلس أصبح مجلساً لا قيمة له، لأن قراراته أصبحت حبراً على ورق».
في غضون ذلك، اتهم الاتحاد الديموقراطي الكردستاني، الذي يرأسه رئيس الجمهورية جلال الطالباني، في بيان له على شبكة الإنترنت، المالكي بأنه «يحاول مرة أخرى تأجيل تنفيذ المادة 140 من الدستور» الخاصة بقضية كركوك، «من خلال إحالة قرارات اللجنة العليا لتنفيذ المادة المذكورة على مجلس النواب العراقي».
بدوره، رأى رئيس الكتلة الكردية في البرلمان فؤاد معصوم أن قرارات تنفيذ المادة 140 «لا تتطلب موافقة مجلس النواب، لأن هذه المادة مادة دستورية».
الى ذلك، كشف القائد السابق للحرس الجمهوري العراقي سيف الدين الراوي، خلال حديث لقناة «الجزيرة» القطرية، أن القوات الأميركية استخدمت قنابل نيوترونية ضد الجيش العراقي، إبان معركة المطار عام 2003.
وكانت معركة المطار مرحلة فارقة في غزو العراق، وظلت تفاصيلها غامضة، بعد أن تكتم الاحتلال الأميركي على مجرياتها، فيما لم ينجُ أحد من العراقيين الذين شاركوا فيها، ليروي أسباب الانهيار السريع للقوات العراقية خلالها. والقنابل النيوترونية سلاح ذري حراري ذات قوة تدميرية هائلة.
(الأخبار، ا ب، ا ف ب،
رويترز، يو بي آي، د ب ا)



strong>إن جيوش الظلام المتمثلة بقوات الاحتلال وعلى رأسها كبيرة الشر أميركا أخذت تعمل على زرع الفتنة إما مباشرة أو عبر عملائها ممن باعوا أرضهم وشرفهم وها نحن نرى ما يقع في الديوانية من فتنة خطط لها المحتل لجر الإخوة للتصارع والقتال.