واشنطن ـ عمر أحمد
يثير تصاعد حدة الخلاف بين بعض الدول المشاركة في مؤتمر الجوار العراقي، المزمع عقده في شرم الشيخ في 3 أيار المقبل، مخاوف من فشله، وخاصة عقب تغيير مكانه من تركيا إلى مصر، حيث عزت مصادر دبلوماسية مطلعة سببه إلى اعتراض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي «يرفض عقد مؤتمر حول مساعدة حكومته على أرض دولة (تركيا) تهدد وتتجاهل العراقيين، بدلاً من مساعدتهم»، بحسب مصدر حكومي عراقي.
ويأتي اعتراض المالكي على استضافة أنقرة للمؤتمر على خلفية التهديدات التركية لأكراد العراق.
من جهة ثانية، رأى وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، في حديث إلى صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، أن مؤتمر شرم الشيخ «اكتسب أهمية أكبر، بعد الأزمة التي فجرها احتجاز إيران للبحارة البريطانيين، وأدت إلى توتير الأجواء بين الولايات المتحدة وبريطانيا وبين طهران»، معرباً في الوقت نفسه عن خشيته من «اختطاف أجندة مؤتمر شرم الشيخ من جانب قضايا أخرى».
ودعا زيباري الولايات المتحدة وإيران وسوريا إلى نقل خلافاتها وصراعاتها خارج بلاده، متوجهاً اليهم بالقول «انقلوا نزاعاتكم وخلافاتكم بعيداً عنا، فلدينا ما يكفي على طبقنا، لأن ذلك جعلنا مطوقين في الوسط، والتوترات تؤثر علينا بشكل فوري ومباشر».
وشدد الوزير العراقي على أن «الأمن في العراق يجب أن يكون القضية الوحيدة على جدول أعمال المؤتمر الدولي»، رافعاً شعار «العراق أولاً».
في هذ الوقت، كشفت مصادر جامعة الدول العربية ان المجموعة العربية، التي ستشارك في المؤتمر حول العراق، «ستطرح رؤيتها» التي تتضمن توسيع العملية السياسية ومراجعة عدد من بنود الدستور وقانون هيئة «اجتثاث البعث».
وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن «المفاوضات مستمرة بين الدول في ما يتعلق بتحديد مكان وزمان عقد المؤتمر المقبل حول العراق». وقال إن المحادثات مع الولايات المتحدة «ليست مدرجة على جدول اعمال ايران»، وذلك في معرض رده على إعلان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس استعدادها للقاء نظيرها الإيراني منوشهر متكي على هامش المؤتمر.
بدوره، أعلن معاون وزير الخارجية الايرانية محمد رضا باقري أن «إيران لم تتخذ قراراً (بشأن مشاركتها)، وسيتم الإعلان عن موقفها في الوقت المناسب»، مشيراً الى أن «الجمهورية الإسلامية ترغب في أن يُعقد المؤتمر في بغداد، او إحدى المدن العراقية».