مسيرة نضالية طويلة ميزت نشاطه العام وأكسبته احترام فلسطينيي 48 والعرب. مواقفه المناهضة للصهيونية ولعنصرية الدولة العبرية جلبت له عداوة غلاة إسرائيل. ودفاعه المستميت عن المقاومة في فلسطين ولبنان صب عليه وابلاً من «المؤامرة» الرامية إلى إطاحته من عضوية الكنيست، بل حتى وضعه في معتقلات الاحتلال إلى جانب الأسرى الذين طالما دافع عنهم. إنه ببساطة الدكتور عزمي بشارة الذي يبدو أن «الشاباك» «يحوك له ملفاً» ينتقم من خلاله لكل إنجازات حياته السياسيةوُلد عزمي بشارة عام 1956 في مدينة الناصرة. أسَّس وترأس في عام 1974 اللجنة القطرية للثانويين العرب، ومن بعدها لجنة الدفاع عن الأراضي في عام 1976، التي كانت أعلنت «يوم الأرض» في 30 آذار من العام نفسه، علماً بأنه كان عضواً في الحزب الشيوعي، وأسهم في تأسيس اتحاد الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية.التحق بشارة في عام 1975 بجامعة حيفا، ومن بعدها انتقل إلى الجامعة العبرية في القدس المحتلة، قبل أن يسافر في عام 1980 إلى ألمانيا الشرقية، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1986 من جامعة «هومبلدت» الألمانية.
شغل منصب مدير قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة «بير زيت» الفلسطينية بين عامي 1986 و1996. كما شغل منصب مدير البحث في معهد «فان لير» في القدس بين عام 1990 و1996.
أسس بشارة، في عام 1996، حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، الذي نادى بالحقوق الجماعية للأقلية الفلسطينية في الداخل.
وأدخل بشارة وحزبه خطاباً سياسياً جديداً مغايراً بالتشديد على «الهوية القومية والمواطنة الكاملة»، الأمر الذي لم يرُق القادة الإسرائيليين نظراً لمناهضته يهودية الدولة، فتعرض بشارة إلى مضايقات كثيرة في أعقاب الطرح، ورأى فيه الإسرائيليون «القائد الأكثر تطرفاً»، فيما تصاعدت شعبيته في فلسطين والعالم العربي.
انُتخب نائباً في الكنيست أول مرة ضمن قائمة مشتركة مع الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة. ازدادت قوة التجمع، فحصد، في انتخابات عام 2003، ثلاثة مقاعد.
وفي انتخابات عام 2006، نال التجمع ثلاثة مقاعد أيضاً، بالرغم من تعرضه لمحاولات شطب ومنع من خوض الانتخابات، إضافة إلى تقديم عزمي بشارة إلى محاكمات.
كتب بشارة في موضوعات متعددة، منها الدين والديموقراطية، والإسلام والديموقراطية، والقضية الفلسطينية، والمجتمع المدني والديموقراطية، وقضية الأقلية الفلسطينية في الداخل، والأقليات بشكل عام.
وأهم كتبه: «مساهمة في نقد المجتمع المدني»، «الخطاب السياسي المبتور»، «الأقلية العربية في إسرائيل.. رؤية من الداخل»، «الانتفاضة والمجتمع الإسرائيلي»، «لئلا يفقد المعنى» و«من يهودية الدولة حتى شارون».
كما صدر له كتاب عن القدس المحتلة باللغة الألمانية، وكتابان باللغة العبرية بعنوان «التنوير مشروع لم يكتمل بعد.. الهوية وصناعة الهوية في المجتمع الإسرائيلي».
كذلك، أشرف على تحرير سلسلة دروس حول الديموقراطية؛ مؤلفة من 14 كتيباً وكراساً باللغة العربية.
حاز بشارة، من مؤسسة «ابن رشد للفكر الحر» في برلين، جائزتها لعام 2002 لإسهامه «في تشجيع حرية الرأي والديموقراطية في العالم العربي».
(الأخبار)