strong>حيفا ــ فراس خطيب
حملة تحريض إسرائيلية غير مسبوقة ضدّه: فليغرب عن وجهنا

تصاعد حملة التحريض الإسرائيلية غير المسبوقة على النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة، الذي أُعلن أمس أنه بدأ جولة أوروبية تستمر خمسة أيام، وسط أنباء عن تقديمه طلب لجوء إلى قطر نفاها المقربون منه.
وذكر موقع «عرب 48» أنَّ بشارة، الذي يرأس حزب التجمع الوطني الديموقراطي، التقى أمس وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب في عمّان، في اجتماع استمر أكثر من ساعة تناولا خلاله «الأوضاع السياسية في المنطقة وتبادلا الآراء بشأنها». وأضاف الموقع أن بشارة غادر الأردن متجهاً إلى أوروبا في جولةٍ قد تستغرق خمسة أيام، ومن بعدها سيعود للمشاركة في أعمال المؤتمر القومي العربي في البحرين إتماماً لمواعيد حدّدت له سابقاً.
ونفى رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي النائب جمال زحالقة، في حديث لـ«الأخبار»، الأنباء، التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية والعبرية، عن تقديم بشارة طلباً للجوء السياسي في قطر، مشدداً على أنه «لا جديد في القضية التي تمَّ توضيحها في بيان الحزب» أول من أمس.
وتصدّرت قضية عزمي بشارة أمس العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام العبرية والعربية قاطبة، حيث امتد النقاش حولها ليشمل تحريضاً منقطع النظير ضد النواب العرب عموماً والنائب بشارة خصوصاً، باعتباره «المناهض ليهودية الدولة».
كما تحول النقاش إلى تحريض علني من قبل نواب اليمين على قادة فلسطينيي 48، بعدما فتحت قضية بشارة، التي أكدت وسائل الإعلام العبرية أن هناك أمر منع نشر على جوانب كبيرة منها، مصطلح «ولاء القادة الفلسطينيين للدولة».
وخصصت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، التي تتخذ خطاً يمينياً أكثر من غيرها في مثل هذه المراحل، صفحاتها الخمس الأولى لما سمته «قضية بشارة»، وشنت هجوماً على آرائه السياسية، مستعرضة تصريحاته التي أدلى بها تاريخياً لوسائل الإعلام العبرية والأجنبية و«القضايا الأمنية» التي «تورط بها» منذ انتخابه نائباً في عام 1996.
ونشرت «معاريف» مقالاً على الصفحة الأولى كتبه الصحافي درور بن ياميني، تحت عنوان «تجاوز الخط الأحمر»، شنَّ خلاله هجوماً على بشارة والخطوط العريضة التي ينتهجها «حزب التجمع». وقال، في مقاله: «إذا كان إسرائيليون كثيرون يدلون بمواقف ضد العرب في إسرائيل، فإنَّ بشارة أحد الأسباب الرئيسية لهذا». وأضاف: «إذا كان هذا ما ينتجه ممثلو عرب إسرائيل (فلسطينيو 48)، فليغربوا إذن عن وجوهنا، هو وهم».
ولم يقتصر الهجوم فقط على الكتّاب اليمينيين، بل انضم إليه أيضاً اليساريون، الذين كتبوا المضمون نفسه بـ«روح مختلفة». ونشرت «معاريف» مقالاً آخر لرئيس حزب «ميرتس ياحد» اليساري يوسي بيلين، شدّد فيه على ضرورة التعريف الصهيوني للدولة على أنَّها «يهودية ديموقراطية». وقال إنَّ «عزمي بشارة، خصم صعب للغاية. ويمثّل التوجه الذي يفضل دولة ثنائية قومية»، مشيراً إلى أن «ما يدعو إليه بشارة هو وصفة للمواجهة الأبدية».
وتناولت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أيضاً قضية بشارة في عنوانها الرئيسي، وشنَّت هجوماً على آرائه السياسية. وما ميز هذه الصحيفة أنها نشرت مقالاً كتبته رئيسة تحرير صحيفة «الصنارة»، المعروفة بمعاداتها لبشارة وحزبه منذ سنوات، فيدا مشعور. وقالت الصحيفة، مخاطبة بشارة من خلال مقالة باللغة العبرية، إنَّ «الوسط العربي لن يذرف أنهراً من الدموع عندما تستقيل وتنصرف من الساحة السياسية». ولم تقتصر الحملة فقط على الصحافة الإسرائيلية، بل انضم إليها قادة اليمين واليسار والصهاينة. وقال رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إن «عزمي بشارة زعزع النسيج الناعم بين العرب واليهود في إسرائيل»، موضحاً أن «في حال انصراف بشارة من الساحة السياسية الإسرائيلية، فإنَّ الأمر سيكون مفيداً للجميع».
وقال عضو الكنيست اليميني المتطرف زبولون اورليف من «هئيحود هليئومي ــــــ مفدال» إنَّ «قضية بشارة، تطرح من جديد السؤال حول ولاء القياديين العرب لدولة إسرائيل على أنَّها دولة يهودية». وأوضح أن كل «من يتردد أو يتلعثم في ظل هذه الظاهرة المتفاقمة سيجد نفسه في الوقت القريب أمام عصيان عربي عنيف سيجر غالبية الجمهور العربي».
وبادر عضو الكنيست الإسرائيلي جلعاد أردان من «الليكود» باقتراح قانون يقضي بإبعاد أعضاء الكنيست العرب ممن «لا يعترفون بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية ديموقراطية». واشترط لمنح إسرائيل «المساواة» لفلسطينيي 48، «اعتراف العرب بأن تكون إسرائيل دولة يهودية للأبد».
في المقابل، قال رئيس كتلة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة، إن اليمين الإسرائيلي «لا يزال يضع علامات استفهام حول حق العرب في وطنهم». وهاجم بركة اليمينيين وأعضاء الكنيست مثل اورليف بقوله إن «اورليف يقود حزباً مفككاً ويريد العودة إلى العناوين السياسية عن طريق باب متعفن بالعنصرية والتحريض».
أما النائب جمال زحالقة فقال من جهته إن «المشكلة هي التطرف المتفاقم والعنصرية المتفشية في الشارع اليهودي، ولدى ساسة اليمين، وما يسمى باليسار، الذين يحاولون كسب شعبية رخيصة من خلال التحريض على العرب». وأضاف أن «الجماهير العربية تعيش حالة أقلية في خطر، وتتعرض للقمع والتحريض العنصري، حيث يحرّض ساسة اليمين الاستخبارات، وتحرضهم الاستخبارات بدورها، وهكذا تنشأ دائرة في غاية الخطورة».
وأوضح زحالقة: «هم غاضبون لأننا عارضنا الحرب والعدوان على لبنان، وأدنّا الجريمة والمجرمين. هم غاضبون لأننا ننادي بالديموقراطية الحقيقية في إطار دولة كل المواطنين، ويحاولون سحب شرعية وقانونية عملنا السياسي من خلال تلفيق التهم». وأضاف أن «مواقفنا واضحة وثابتة لن يزحزحها تحريض اليمين، ولا إجراءات القمع والملاحقة السياسية التي يتبعها الشاباك. وما نواجهه اليوم هو بوليس سياسي يعمل ليل نهار على محاصرة البعد الوطني للعمل السياسي العربي». وختم قائلاً إن «عزمي بشارة والتجمع تحديداً هم الهدف الأول لهذا البوليس السياسي».




strong> هم غاضبون لأننا عارضنا الحرب والعدوان على لبنان، وأدنّا الجريمة والمجرمين. هم غاضبون لأننا ننادي بالديموقراطية الحقيقية في إطار دولة كل المواطنين، ويحاولون سحب شرعية وقانونية عملنا السياسي من خلال تلفيق التهم