بغداد ـ الأخبار
اضطّرت الخلافات، داخل الصف العراقي وبين الأكراد وتركيا، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى الإفصاح أخيراً عن رأيه في المجريات السياسية.
وقال المالكي، من طوكيو حيث يقوم بزيارة رسمية قبل أن ينتقل الى كوريا الجنوبية، إن «سياسة العراق الخارجية تُرسم وتنفذ من جانب الحكومة العراقية»، في رد واضح على تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني الذي هدد بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية، إذا تدخلت أنقرة في شؤون كردستان، ما أثار موجة من المواقف والردود التصعيدية من الجانب التركي.
ورأى المالكي أن سياسة العراق الخارجية «تتمثل بالحرص على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وعدم السماح لهذه الدول بالتدخل في شؤون العراق الداخليةوفي أنقرة، دعا وزير الخارجية التركية عبد الله غول السلطات العراقية الى اتخاذ إجراء لمنع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تنفيذ هجمات ضد بلاده، موضحاً أن موقف أنقرة واضح «إذا تعرضت تركيا لضرر من أحد جيرانها، فيجب أن يفعل ذلك الجار عندئذ شيئاً لوقفه».
وتابع غول أنه «إذا لم يكن لديهم (العراقيين) القوة (لوقف حزب العمال الكردستاني) فسيقدم القانون الدولي عندئذ العلاج الضروري»، من دون أن يوضح قصده.
وفي سياق متصل، رأى النائب في التحالف الكردستاني عبد الله صالح أن إثارة تصريحات البرزاني في هذا الوقت ورد أردوغان «مؤامرة لعرقلة تنفيذ المادة 140» من الدستور العراقي الخاصة بكركوك.
وقال صالح، في مؤتمر صحافي، إن «البعض حاول الاصطياد في الماء العكر، اذ إن رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني كان كلامه واضحاً في منع أي تدخل إقليمي في الشأن العراقي، وإن التدخل سيقابل بتدخل عراقي»، موضحاً أن «المقابلة (التي أطلق خلالها البرزاني تصريحاته) تم سُجلت قبل أكثر من شهر عندما كانت العلاقات متوترة مع تركيا، لكونها رعت أحد المؤتمرات الطائفية، ولكن هذه القناة (العربية) بثتها في الوقت الحاضر، تزامناً مع موافقة مجلس الوزراء للبدء بتنفيذ المادة 140 من الدستور، ومن ثم إحالة الموضوع الى مجلس النواب».
ودعا صالح تركيا الى «الكف عن تدخلها السافر بالشأن العراقي بحجة حماية التركمان»، مشيراً الى أنها «ليست وصية عليهم، وعليها ان تكف عن تصوراتها الخاطئة بشأن الوضع العراقي».
من جهة ثانية، قال النائب عن القائمة العراقية سعد الجنابي إن «تصرفات القادة الشوفينيين الأكراد تتسم بالغرابة والتناقض؛ فهم يتهمون كل من ينتقدهم حول أبسط مسألة، حتى لو كانت تتعلق برعي المواشي»، مضيفاً إن «الحزبين الرئيسيين الكرديين هما حزبان قوميان، ومعظم ممارساتهما العملية هي ممارسات شوفينية، وهي تنطلق من المنطلقات السابقة نفسها لحزب البعث».