أثار الموقف الأخير لرئيس هيئة أركان الجيش التركي ياسر بويوكانيت، الشديد اللهجة ضد أكراد العراق، جملة من ردود الأفعال الدولية والعراقية، أهمها طلب الاتحاد الأوروبي من أنقرة الالتزام بـ«الرزانة والتعقل».وأعربت متحدثة باسم مفوض شؤون التوسيع في الاتحاد الأوروبي أولي رين أمس عن أملها في «أن يتم تنظيم الأمور بشكل سلمي وبنّاء».
وكشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أن «الحكومات الأوروبية المؤيدة لتركيا أبلغت أنقرة، من خلال القنوات الخاصة، أن توجيه ضربة عسكرية في شمال العراق ستمنح منتقدي تركيا داخل الاتحاد الأوروبي ذريعة لعرقلة أو مواصلة إبطاء مسألة انضمامها لعضوية الاتحاد».
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، كريستينا ناجي، في بيان لها، إن الاتحاد «يتابع الموقف في المنطقة عن كثب»، مضيفة إن «استقرار العراق يصب في مصلحتنا المشتركة، ويقر الاتحاد الأوروبي بالدور البناء الذي تؤديه تركيا في المنطقة، ومن المهم في هذا السياق أن تواصل تركيا القيام بمثل هذا الدور البناء».
بدوره، رأى مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن «موقف الاتحاد الأوروبي كان دوماً الحفاظ على وحدة أراضي العراق».
وأرجع دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي تصريحات قائد الجيش التركي جزئياً الى «توترات داخلية» بسبب قرب انتخابات الرئاسة في تركيا.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مساعد وزيرة الخارجية دان فرايد «اتصل هاتفياً بالسفير التركي في واشنطن، وحث تركيا على العمل مع العراق لحسم المسألة ودياً».
من جهته، وصف رئيس برلمان كردستان العراق عدنان المفتي تهديد الأتراك بشن عملية عسكرية في شمال العراق بأنها «تصعيد خطير»، مشيراً الى أن السلطات الكردية «تأخذها بجدية تامة».
وأعلن المفتي أن الاكراد «سيبلغون رفضهم لهذه التهديدات الى أطراف مختلفة في بغداد والولايات المتحدة ودول أخرى».
بدوره، قال نائب رئيس برلمان اقليم كردستان العراق كمال كركوكي أن «الحكومة الكردية تستبعد تطور الأمور نحو الأسوأ بينها وبين تركيا»، مضيفاً إن «حكومة إقليم كردستان تسعى دائماً الى تطوير العلاقات مع دول الجوار ودول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وهي تختار طرق الحوار والمفاوضات لحل المشاكل المستعصية».
ورأى كركوكي أنه «ليس هناك أي مبرر للتهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني التركي في كردستان العراق»، موضحاً أن «شن أي عملية عسكرية هو بمثابة إعلان الحرب على العراق، لاننا جزء من العراق الاتحادي، وأي تدخل عسكري في أراضي العراق، سواء من تركيا او من غيرها، يُعد خرقاً واضحاً لسيادة ووحدة العراق».
وتطرق رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني الى التهديدات التركية، فقال إنه «لن نسمح بأي تدخل لأي طرف خارجي، ونؤكد جازمين أن اليد التي تتدخل في شؤوننا الداخلية ستقطع، وإن لم يكن اليوم فغداً».
كذلك، رفض النائب عن الائتلاف الشيعي الموحد حسن السنيد التهديدات التركية للأكراد.
ودعا السنيد الأتراك الى «احترام الاتفاقيات الدولية التي وقّعوها، والتي تحرّم الاعتداء على الدول المجاورة»، معتبراً أن هذه التهديدات «تدل على التدخل في الشؤون العراقية».
(الأخبار، ا ف ب، د ب أ، رويترز)