القاهرة ــ عبدالحفيظ سعد
استقرت الأمور الانتخابية على مقاعد مجلس الشورى، المقررة في أيار المقبل، في يد الحزب الوطني المصري الحاكم وبات الصراع الانتخابي منحصراً بين كوادره، بعدما غابت الفرص الحقيقة للمعارضة في المنافسة.
ووسط الحالة التنافسية هذه، تفجّر الصراع الداخلي بين أجنحةالحزب الوطني، والمتمثل في جناح الجيل الجديد، الذي يقوده جمال مبارك، والحرس القديم، الذي يقف وراءه الأمين العام للحزب ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف.
ووقائع المنافسة شهدتها الانتخابات الداخلية للحزب، التي يتم عن طريقها اختيار المرشحين. ورغم حالة الضعف التي سادت الحرس القديم وتغلب رجال جمال مبارك عليه في الفترة الماضية، لكنه لا يزال يمسك ببعض الأوراق الانتخابية من خلال سيطرته على قواعد الحزب في الأقاليم، وخصوصاً في ظل ابتعاد الإشراف القضائي على الانتخابات.
لكن عضو لجنة السياسات في الحزب جهاد عودة اشار إلى ان ما يحدث فيه ليس صراعاً، بل تنافس طبيعي بين أجنحته. وتوقع ان «يخوض الإخوان المسلمين الانتخابات لكن من دون أي شعارات دينية، فيما ستتراجع أحزاب المعارضة لاتساع نطاق الدوائر الانتخابية».
واكد ذلك نائب رئيس حزب التجمع المعارض ابو العز الحريري، مشيراً إلى أن أحزاب المعارضة لن تركّز على انتخابات مجلس الشورى. أما عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد محمد شردي فقال من جهته إن «أمر انتخابات الشورى لم يحسم حتى الآن داخل حزبه سواء في طريقة خوض الانتخابات أو التحالف مع القوى السياسية الأخرى، بما فيها الإخوان المسلمون».
في هذه الأثناء، قامت قوات الأمن المصرية باعتقال تسعة من قادة جماعة الإخوان في محافظة البحيرة في شمال الدلتا، وفي مقدمتهم رجل الأعمال خالد القمحاوي والأمين العام السابق لنقابة المحامين ايهاب السيد في تلك المحافظة.
وربط «الإخوان» عملية القبض على كوادرهم وانتخابات مجلس الشورى لاعتقاد أجهزة الأمن أن هذه المجموعة كانت تدبر خوض انتخابات مجلس الشورى.