strong>وضع التيار الصدري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمام مفترق طرق، بعدما فك التحالف معه، بالاعلان عن نيته الانسحاب من مجلس الوزراء، في وقت شُغل فيه مجلس النواب العراقي بمناقشة الوضع في البصرة التي تشهد صراعاً سياسياً مؤهلاً للتحول الى «انفجار» أمني
أعلن النائب عن التيار الصدري صالح العقيلي، لوكالة «فرانس برس» أمس، أن «التيار الصدري سيعلن في مؤتمر صحافي الاثنين انسحابه من الحكومة حصراً، لا من البرلمان، احتجاجاً على تصريحات (رئيس الوزراء نوري) المالكي بشأن تشبثه بقوات الاحتلال وعدم جدولته الانسحاب، ونقص الخدمات».
ويشغل التيار الصدري ثلاثين مقعداً في البرلمان وست حقائب وزارية.
في الوقت نفسه، كشفت صحيفة «إندبندنت أون صنداي» البريطانية امس أن «آلاف العراقيين الشيعة يتدربون على التكتيك المتقدم لحرب العصابات» في معسكر بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
ونقلت الصحيفة عن مقاتلين تدربوا في المعسكر قولهم إن «أعداداً كبيرة من متطوعي جيش المهدي توجهت إلى المعسكر في بلدة جليل أزاد القريبة من طهران، لتلقّي الأوامر».
ونسبت الصحيفة إلى أبو عامر، المقاتل في جيش المهدي، أنه «تلقى التدريب على يد عناصر من الحرس الثوري الإيراني على طرق القتال الحديث مع مقاتلين شيعة، ومن ضمنها استخدام المتفجرات وإسقاط المروحيات».
ونقلت الصحيفة عن مقاتل آخر قوله «إننا تدربنا على كيفية مهاجمة الأميركيين، وتعلمنا الأساليب الحديثة لإسقاط المروحيات العسكرية وتدمير الدبابات والعربات المصفحة، ونحن نجري الاستعدادات المطلوبة للمعركة الكبرى ضد المحتلين».
واشارت الصحيفة الى أن المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق ويليام كالدويل أكد أن «استجواب المقاتلين الذين اعتقلوا هذا الشهر اثبت أن الكثير منهم تلقى تدريبات في معسكرات إيرانية».
من جهة أخرى، حذّر النائب عن حزب الفضيلة الاسلامي حسن الشمري، خلال جلسة للبرلمان، من أن «احزاباً سياسية وتيارات دينية تكتب شعارات تحريضية على الجدران تدعو فيها الجماهير الى التمرد في البصرة»، مضيفاً: «كنا نتبع الطريق الدبلوماسي في التعامل مع الامور، لكنني اضطررت لأن اتحدث بهذا الموضوع بعدما تسلمنا تقريراً من الاستخبارات الحكومية يؤكد وجود مؤامرة على محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي لقتله مع افراد عائلته» ـــ والوائلي مقرب من حزب الفضيلة.
وأوضح الشمري أن «التقرير يشير الى أن آمر سرية الطوارئ في المحافظة ينوي قيادة جماعات مسلحة والدخول الى مبنى المحافظة واحتلاله»، محذراً من أنه «اذا لم تتخذ الحكومة اجراءات سريعة وحازمة حيال ذلك، فسنضطر الى الاعتماد على قواعدنا الجماهيرية في المحافظة للدفاع عن انفسنا».
وشهدت البصرة مواجهات مسلحة بين احزاب شيعية الربيع الماضي على خلفية بسط النفوذ.
بدوره، أعلن رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان النائب عن الائتلاف العراقي الموحد هادي العامري أن «هناك تظاهرة سلمية ضد المحافظ وتصرفاته، ونحن في منظمة بدر والمجلس الأعلى (للثورة الاسلامية في العراق) رفضنا المشاركة في التظاهرة»، محذراً من «احتمال استغلال التظاهرة سلبياً، واذا كان هناك تقصير من جانب المحافظ، فيجب ان يتابع من خلال الحوار».
وفي وقت لاحق، أفاد بيان حكومي بأن رئيس الوزراء نوري المالكي اجرى «اتصالات مع القادة الدينيين والسياسيين في محافظة البصرة»، حيث «تعهدت جميع الاطراف عدم تنظيم التظاهرة التي كانت مقررة غداً (اليوم) الاثنين حفاظاً على الامن العام والاستقرار».
وفي السياق، دعا زعماء عشائر من العرب السنة في محافظة كركوك السبت الى «انتفاضة» وعقد مؤتمرات «صحوة العشائر» على غرار محافظة الأنبار للتصدي «للعناصر الارهابية» وخصوصاً «الدولة الاسلامية والقاعدة».
وطالب مجلس قضاء الحويجة، خلال جلسة طارئة، «جميع المجالس المحلية وزعماء العشائر والأعيان، بالوقوف بحزم امام ما يسمى بدولة العراق الاسلامية، التي تدعو الى قيامها جماعات ارهابية متطرفة في المنطقة».
يُذكر أن تحالفاً يضم عدداً من عشائر العرب السنة، ويُطلق على نفسه «مجلس انقاذ الانبار»، يحارب بدعم من الحكومة العراقية تنظيم «القاعدة» في المحافظة، منذ منتصف شهر ايلول 2006.
من جهته، دان رئيس مجلس قضاء الحويجة حسين الجبوري «الاعمال الارهابية البشعة التي نفذتها العصابات الاجرامية»، داعياً «جميع المجالس التابعة لقضاء الحويجة الى عدم مبايعة ما يسمى الامارة الاسلامية، والتنسيق مع الاجهزة الامنية لتطهير المنطقة من كافة الخارجين على القانون».
وكشف النائب عن التيار الصدري بهاء الاعرجي أمس، عن تسلم مجلس النواب مذكرة من مجلس القضاء الاعلى تطالب برفع الحصانة عن رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي.
وقال الاعرجي إن «الشكاوى، التي تقدم بها خمسون شاكياً وأكدها مئة شاهد من أهالي منطقتي حي العدل والجامعة غربي بغداد، تتهم الدليمي بالوقوف وراء الجرائم التي وقعت في تينك المنطقتين». وأضاف الاعرجي، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب: «لقد اطلعت على الملف بنفسي، وعلينا ألا نجامل وأن نوقف نزيف الدم العراقي».
ميدانياً، لقي أكثر من 40 عراقياً مصرعهم وأصيب العشرات في هجمات متفرقة أمس. وأعلن الاحتلال البريطاني مصرع اثنين من جنوده واصابة اربعة آخرين بجروح في تحطم مروحيتين اصطدمتا ببعضهما فوق بلدة التاجي شمال بغداد.
وكان ما يزيد على 59 عراقياً قتلوا وأصيب 250 في هجمات السبت، كان ابرزها انفجار انتحاري بسيارة مفخخة قرب ضريح الامام الحسين في مدينة كربلاء.
(الأخبار، العراق للجميع، براثا، ا ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)