واشنطن تقلّل من أهمية انسحاب التيار الصدري... ومقتل 5 أميركيين
مثّل انسحاب التيار الصدري، بزعامة السيد مقتدى الصدر، من الحكومة العراقية الحدث الرئيسي على الساحة العراقية أمس؛ فقد أعلن رئيس الكتلة الصدرية نصار الربيعي الانسحاب رسمياً في مؤتمر صحافي تلا خلاله بياناً للصدر قال فيه إنه «نظراً للمصلحة العامة، رأينا من الضروري إصدار أمر لوزراءالكتلة الصدرية بالانسحاب فوراً من الحكومة، وإيكال امر الوزارات الست الى الحكومة نفسها، على أمل إعطائها الى جهات مستقلة ترغب في مصلحة البلد وشعبه، مبتعدين عن المحاصصات الطائفية والعرقية والحزبية والسياسية».
ويشغل التيار الصدري ثلاثين مقعداً في البرلمان وست حقائب وزارية.
وأضاف الربيعي إن «الجميع يعرف ان مبدأنا ثابت من الاحتلال منذ بدايته حتى الآن وفي كل الأحوال؛ في المقاومة السلمية كنا نطالب بخروج الاحتلال، ولا نزال نطالب بذلك في المقاومة السياسية»، موضحاً أن منصب رئاسة الوزراء الذي يشغله نوري المالكي «هو نتيجة لارادة الشعب، ويجب أن يعبر عن الشعب الذي عبر عن رأيه في التظاهرة المليونية في النجف، وطالب بانسحاب قوات الاحتلال، لكنه (المالكي) مع الأسف عبّر عن ارادة قوات الاحتلال».
وكان مئات الآلاف من العراقيين قد تظاهروا، بمناسبة الذكرى الرابعة للغزو، بدعوة من الصدر بين الكوفة والنجف في 9 نيسان.
وعلى أثر الانسحاب، أصدر المالكي بياناً رحب فيه بإعلان الصدر «تفويضه مهمة إسناد الحقائب الوزراية الست الى شخصيات تتمتع بالكفاءة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية».
وتابع البيان أن المالكي «يؤكد أن المحاصصة الطائفية ليست الخيار المناسب، والتعاطي مع قضية انسحاب القوات المتعددة الجنسيات يرتبط بجاهزية قواتنا المسلحة، وما تم الاتفاق عليه في قائمة الائتلاف العراقي الموحد».
كذلك، قالت مريم الريس، مستشارة رئيس الوزراء العراقي، ان التيار الصدري «استخدم حقه الديموقراطي بالانسحاب من الحكومة، ولا نريد التشكيك في وطنيته فطالما كانت له مواقف كبيرة»، مضيفة إن «اختلاف الرؤية في ما يتعلق بجدولة الانسحاب قد يعطي للبعض الانطباع بوجود جدل سياسي، لكن في الحقيقة ان الرؤية الوطنية واحدة ومشتركة بين الكتلة الصدرية والمالكي، إلا أن آلية تفعيلها تتضمن بعض الآراء المتباينة بوضوح».
وأعربت الريس عن املها أن «تحذوا باقي الكتل حذو الكتلة الصدرية، ليس بالانسحاب من الحكومة، لكن لإعطاء فرصة اكبر للمالكي لاختيار الوزراء الأكفاء».
وفي واشنطن، قللت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو من أهمية انسحاب التيار الصدري من الحكومة العراقية، مشيرة الى أنه «اذا انسحب انصار الصدر من الحكومة، فهذا لا يعني ان المالكي فقد الغالبية».
في هذه الاثناء، كشفت صحيفة «الصباح» العراقية امس أن «الجيش الاسلامي»، أحد الفصائل العراقية المسلحة، طالب الحكومة العراقية «بمساعدته على القضاء على فلول القاعدة» شمالي بغداد.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر حكومي عراقي قوله إن «كتائب ثورة العشرين تقوم حالياً بملاحقة الإرهابي أبو سفيان الافغاني في مناطق أبو غريب والدورة والفلوجة»، موضحاً أن «الجماعات المسلحة تقدم، بمثل هذه المبادرات، انطباعاً عن حسن نيات، لتلبية دعوة الحكومة إلى الانخراط في برنامج المصالحة والاسهام أخيراً في بناء العراق».
وذكر المصدر نفسه ان «الحكومة العراقية تجري حالياً مفاوضات مع الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وكتائب الفاتح والقيادة العامة للقوات المسلحة وجيش الراشدين وفصائل أخرى في إطار المصالحة الوطنية للوصول إلى نتائج ايجابية».
ميدانياً، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل 5 من جنوده واصابة سادس في هجمات بعبوات ناسفة في بغداد.
ولقي 22 عراقياً مصرعهم في هجمات متفرقة، بينما قتل خمسة سائقين ايرانيين في ديالى في هجمات وصفتها وزارة الخارجية الايرانية بأنها «عمل اجرامي».
الى ذلك، رأت منظمة العفو الدولية، في بيان لها أمس، ان «الشرق الأوسط على شفير ازمة انسانية جديدة، الا إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الأخرى تدابير عاجلة وملموسة لمساعدة اكثر من ثلاثة ملايين شخص أُجبروا على الهروب جراء النزاع في العراق».
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها ستشارك في المؤتمر الدولي المخصص لبحث أوضاع اللاجئين العراقيين، الذي سيُعقد في جنيف في 17 و18 من شهر نيسان الجاري.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز،
براثا، العراق للجميع، د ب أ)