strong>المــالكي يتوقّــع تسلّــم الملــف الأمني نهــاية 2007 والأكــراد يرفضــون قانــون النفــط
لم تقف الإجراءات الأمنية المتخذة في إطار خطة «فرض القانون» في العاصمة العراقية بغداد حائلاً أمام سلسلة من التفجيرات الدموية، راح ضحيتها أكثر من 170 قتيلاً ومئات الجرحى، غداة إعلان زعيم «دولة العراق الإسلامية»، المرتبطة بتنظيم القاعدة، أبو عمر البغدادي، تحوّل العراق إلى «جامعة إرهاب».
وأعلنت مصادر أمنية أن هذه الحصيلة ناجمة عن ست هجمات، بينها أربع بواسطة سيارات مفخخة، أضخمها في حي الكفاح في سوق الصدرية وسط العاصمة، في هجوم هو الثاني من نوعه في المكان نفسه خلال ثلاثة أشهر.
وأحدث انفجار الصدرية، الذي حصد أرواح 119 عراقياً وأدى إلى إصابة 145 آخرين، «حفرة بعمق مترين، ودائرة قطرها متران ونصف المتر» وسط محطة يستقل الركاب منها حافلات باتجاه مدينة الصدر.
ولم تجد الشرطة العراقية أي آثار باقية للسيارة المفخخة بفعل كمية المتفجرات التي كانت بداخلها.
وتولت أكثر من 20 سيارة إسعاف نقل القتلى والجرحى، بينما انشغلت 8 سيارات اطفاء بإخماد النيران.
وفي مدينة الصدر، قُتل 28 شخصاً على الأقل، وأصيب نحو 44 بجروح، في انفجار سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش للجيش العراقي.
كما لقي 30 عراقياً مصرعهم، وأصيب العشرات في هجمات في بغداد وضواحيها.
وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل أحد جنوده في «عملية غير قتالية» في الأنبار.
في هذا الوقت، أعلنت «القائمة العراقية»، في بيان تلقّت «الأخبار» نسخة منه، أن قوة أمنية عراقية داهمت منزل النائب عن الكتلة عبد اللطيف البدري، و«استولت على مجوهرات ومبالغ مالية»، من دون توضيح سبب عملية الدهم.
أما مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي فأعلن من جهته، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، أن العراق سيتسلم الملف الأمني لكامل المحافظات العراقية قبل نهاية العام الجاري، موضحاً بأن تسلم القوات العراقية للمهمات الأمنية في محافظة ميسان هو «إنجاز جديد يضاف إلى الخطوات السابقة في تحقيق الإنجاز الأهم، وهو استلام كامل المسؤولية الأمنية في عموم العراق».
وأوضح الربيعي أن الخطوة المقبلة ستكون «محافظات كردستان الثلاث، وبعد ذلك محافظات كربلاء وواسط، وهكذا ستتوالى المحافظات الواحدة تلو الأخرى، وإن شاء الله نصل إلى نهاية الشوط قبل نهاية هذا العام»، مشيراً إلى أن وضع جدول زمني لانسحاب الاحتلال هو «مطلب كل وطني»، لكنه أوضح أن هذا الأمر سيتم «عند توافر الظروف الموضوعية».
ورأى الربيعي أنه «لا يوجد حل سحري لإطفاء نار الفتنة الطائفية، إلا بتلاحم أبناء الشعب من سنّة وشيعة»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن ينفرد أي فصيل سياسي أو طيف ديني أو مذهبي بحكم العراق، إنما هي الشراكة الحقيقية بين كل أبناء الشعب العراقي».
وفي السياق، اتهم الحزب الإسلامي، الذي يمثل السنّة في العملية السياسية، «دولة العراق الإسلامية» بنسف فرعين تابعين له في منطقتي الغزالية والعامرية غربي بغداد، أول من امس، منتقداً تصريحات زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي «الذي يحاول أن يغطي بها عداوته لكل العراقيين الذين كشفوا حقيقته وعمالته».
وفي القاهرة، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، خلال اجتماع في الغرفة التجارية الأميركية في العاصمة المصرية، إنه «أياً كانت الاختلافات التي قد تكون بيننا حول كيف وصلنا إلى هذه النقطة في العراق، فإن تبعات أن تكون هناك دولة فاشلة في العراق وأن تكون هناك فوضى ستؤثر سلباً على الأمن والرخاء لكل دولة في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج».
وحذر غيتس من أن «الآثار الأولية والثانوية لانهيار في العراق، بكل انعكاساته الاقتصادية والدينية والأمنية والجغرافية والسياسية، ستكون محسوسة في عواصم ومجتمعات الشرق الأوسط حتى قبل أن تكون محسوسة في واشنطن ونيويورك».
الى ذلك، قال وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستان العراق آشتي هورامي إن حكومته لن توقّع على بعض مواد قانون النفط الجديد، الذي يتيح سيطرة مركزية على معظم احتياطيات البلاد من النفط، «إذا لم أحصل على نصيب الأسد من حقول (المنطقة)».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)