strong>بعد أقل من 24 ساعة على «التفويض» العربي للقاهرة وعمّان بتسويق المبادرة العربية لدى إسرائيل، بدأ الملك الأردني عبد الله الثاني «مهمته» عبر لقاء مع القائمة بأعمال الرئيس الإسرائيلي رئيسة الكنيست داليا إيتسيك
شدّد عبد الله الثاني، خلال استقباله داليا إيتسيك في عمان أمس، على ان المبادرة العربية «فرصة تاريخية» لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال، بحسب بيان الديوان الملكي، إن «على إسرائيل ألا تضيّع هذه الفرصة التي ستضمن لها اعتراف الدول العربية بها، وبالتالي الاندماج الحقيقي في المنطقة، بدلاً من الاعتماد على السياسات الأحادية الجانب التي أثبتت فشلها».
وأوضح الملك الأردني أن «مبادرة السلام العربية تشكّل فرصة تاريخية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء عقود طويلة من الصراع بين العرب واسرائيل وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة».
وقال الملك عبد الله إن «هذه المبادرة جاءت لتؤكد التزام العرب ورغبتهم الحقيقية في السلام»، داعياً اسرائيل إلى «قبولها أساساً لإطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين وإيجاد حلول لمختلف جوانب النزاع العربي ــ الإسرائيلي».
وشدّد عبد الله على ضرورة ان «يتّخذ الفلسطينيون والإسرائيليون خلال الفترة المقبلة خطوات عملية تعزّز من أجواء الثقة بينهما، وتسهم في البناء على الزخم السياسي، الذي تشهده المنطقة لتحريك عملية السلام وتحقيق تقدّم ملموس على أرض الواقع».
وأشار الملك الأردني الى أهمية ان «تدرك إسرائيل أيضاً أن الخطوة الأولى لإنهاء صراعها مع العرب تتمثل في استعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة، وفي مقدمها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني». وأوضح «ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جهوده الحالية لإطلاق مفاوضات السلام مع الاسرائيليين وتخفيف المعاناة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الشعب الفلسطيني».
وبحسب البيان، أشادت إيتسيك، خلال اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء، «بجهود الملك عبد الله المتواصلة لضمان تحريك عملية السلام في المنطقة».
وكانت المسؤولة الاسرائيلية قد وصلت إلى القصر الملكي في عمان على متن مروحية يرافقها عشرة من أعضاء الكنيست في زيارة تستمر يوماً واحداً.
وبعد مباحثاتها مع الملك عبد الله، التقت رئيسة الكنيست رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب.
ونددت النقابات المهنية الأردنية بهذه اللقاءات، وقالت في بيان «من المؤلم والمفجع لنا أبناء هذه الأمة العظيمة ان نشاهد قياديي الإرهاب الصهيونية يُستقبلون على أرض الأردن».
وفي تعليق أميركي على قرار لجنة المبادرة العربية أول من أمس، أعرب مسؤولون أميركيون عن «خيبة أملهم» من تأليف مجموعة عمل لبحث مبادرة السلام العربية مع إسرائيل لا تضم إلا بلدين عربيين يقيمان أصلاً علاقات مع الدولة العبرية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية، فضّل عدم الكشف عن هويته، «كان من الأفضل تأليف مجموعة أوسع». وأوضح ان واشنطن اقترحت ان تضم المجموعة دولاً في الخليج وشمال إفريقيا تقيم علاقات محدودة مع اسرائيل ولكنها لم تنجح. ومن بين هذه الدول قطر وموريتانيا.
ومع ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك قرار تأليف مجموعة الاتصال بأنه «بداية»، مشيراً الى انه يعود الى الأطراف نفسها تحديد وتيرة الجهود التي يجب أن تبذل لقيام حوار. وقال «شجّعنا لأوسع مشاركة ممكنة من قبل الدول العربية في مجموعة العمل هذه».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


البرغوثي: لا مبرر للتهرّب

اعتبر وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي، أمس، أنه بعد اجتماع الجامعة العربية، لم يعد لدى «إسرائيل وحكومتها أي مبرر للتهرّب من استحقاقات السلام العادل، ولا تستطيع مواصلة التملص والمماطلة إزاء إعطاء جواب واضح على المبادرة العربية للسلام».