توجّه نحو 12 مليون ناخب سوري إلى صناديق الاقتراع أمس، في اليوم الأوّل من الانتخابات التشريعية لاختيار 250 نائباً في مجلس الشعب، في إطار عملية تصويت يصفها النظام بأنّها «عرس للديموقراطيّة»، وتقاطعها أحزاب المعارضة لعدم توافر «الحريّة» و«النزاهة» فيها. وبعد انسحاب أكثر من 7 آلاف مرشّح، يتنافس نحو 2500 مرشح في هذه الانتخابات، وهي الثانية التي تجري منذ تسلّم الرئيس بشار الأسد الحكم في تموز عام 2000. وستشغل «الجبهة الوطنية التقدمية»، وهي الائتلاف الحاكم المؤلّف من 10 أحزاب بقيادة حزب «البعث»، 167 من مقاعد البرلمان، في مقابل 83 مقعداً مخصّصة للمرشحين «المستقلّين» ومعظمهم من رجال الأعمال والصناعيّين المقرّبين من السلطة.
وفي دمشق، تضمّنت قائمة «الجبهة» 16 مرشحاً بينهم رئيس مجلس النوّاب المنتهية ولايته محمود الأبرش والأمينان العامان للحزبين الشيوعيين في سوريا عمار بكداش وحنين نمر ورئيس «الاتحاد الوطني لطلبة سوريا» عمار ساعاتي.
وحملت وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان على المعارضة التي تقاطع الانتخابات وشبهتها بـ«الأميركي الذي لا يريد أن نبني بلدنا». وقالت، بعيد اقتراعها في مركز انتخابي وسط دمشق، إنّ الأميركيّين «يعتمدون في المنطقة على المهزومين داخلياً وعلى المهزومين نفسياً»، معتبرةً أنّ «المعارضة متواطئة من أجل تفتيت هذه المنطقة، وان كل الذين يتواطؤون على بلدهم مصيرهم معروف».
أما رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجى عطري فشدد من جهته، بعد إدلائه بصوته في حلب، على أنّ «الانتخابات التى نشهدها اليوم هي تتويج للعرس الديموقراطي الشعبي الذي عبرت من خلاله جماهير شعبنا عن التفافها حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وعهدها على متابعة المسيرة».
ومن جانبه عبّر الأمين العام لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» عصام المحايري عن اعتزازه بالانتخابات، مشدّداً على أنّها تمثّل «عنصراً مهماً لتجديد الحياة السياسية فى البلاد وصياغة البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية من خلال مشاركة الشعب».
وفي المقابل، قال عضو التجمّع الوطني الديموقراطي حسن عبد العظيم، في بيان له، إن التجمع لا يثق بنزاهة المنافسة، موضحاً أنّ «عدم المشاركة في هذه الانتخابات لا يمكن تفسيره في الظروف الطبيعية إلّا من قبيل عدم ثقة أحزاب المعارضة بقدرتها على المنافسة وبعجزها عن تحقيق التغيير الديموقراطي السلمي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، سانا)