حليقو رؤوس وصلبان معقوفة ومواقع لهتلر و«كفاحه» عندما هاجر من روسيا إلى إسرائيل قبل أكثر من عشر سنوات، لم يدر بخلد الحاخام أفراهام ليفين أنه سيتعرض يوماً ما للضرب على أيدي شبان من حليقي الرؤوس في قلب إسرائيل نفسها. لكن هذا ما حدث معه منذ أقل من ثلاثة أشهر، عندما كان عائداً إلى منزله في بتاح تكفا، إحدى ضواحي تل أبيب.
ويقول ليفين (38 سنة): «انقضّوا عليَّ وأوسعوني ضرباً وسبّوا والدتي بالروسية. كُسرَتْ ذراعي، لكن الله أنقذ حياتي»، موضحاً أن مهاجميه وصفوه بـ«اليوبان» (اليهودي).
ما حدث لليفين ليس حالة منعزلة، ففي السنوات الأخيرة عثر على جدران مدارس ومعابد يهودية في إسرائيل على رسوم للصليب المعقوف وشعارات معادية للسامية.
أخطر هذه الحوادث كان في أيار 2005، عندما تعرض كنيس “بتاح تكفا” للسلب والتخريب وغُطي بشعارات معادية للسامية. وفي الشهر نفسه، اعتقلت الشرطة العسكرية جندياً روسي الأصل على ذراعه وشم للصليب المعقوف، ويقول إنه يكره اليهود.
وبعد ذلك بقليل أدين عسكري آخر بإنشاء أول موقع إنترنت للنازية الجديدة في إسرائيل يتضمن مقتطفات من كتاب «كفاحي» لأدولف هتلر وصورة له وهو يؤدي التحية النازية.
ويرى زلمان جيليشنسكي، مسؤول مركز «دمير» الذي يقدم المساعدة لضحايا الأعمال المعادية للسامية في إسرائيل، إن معظم هذه الحوادث من فعل مهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق وصلوا إلى الدولة العبرية في التسعينات.
ومن بين نحو 1.2 مليون هاجروا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق منذ مطلع التسعينات، يوجد أكثر من 300 ألف غير يهودي، استناداً إلى أرقام وزارة الاستيعاب الإسرائيلية.
ويرى زلمان جيليشنسكي، وهو أيضاً مهاجر من مولدافيا التي غادرها عام 1989، أنه يقع سنوياً نحو 500 حادث معاد للسامية في إسرائيل. وقال: «هناك مجموعة من عشرات المناهضين للسامية في كل واحدة من المدن الإسرائيلية تقريباً. وإجمالاً يوجد المئات من النازيين الجدد في إسرائيل».
ومن أهداف الموقع الإسرائيلي اليميني المتطرف الوحيد في الدولة العبرية «تذكير وتوعية الروس المقيمين في إسرائيل بالثقافة الوطنية الروسية وبعث الشعور بالانتماء الوطني للتصدي لأي شكل من أشكال تحويل الروس إلى اليهودية».
وتقول السلطات الإسرائيلية، في وزارتي العدل والداخلية، إنها لا تملك أي أرقام للأفعال المعادية للسامية، فيما يتهمها جيليشنسكي بالسكوت عن هذه الظاهرة.
أما الشرطة فتصف من جهتها هذه الحوادث بالهجمات العنصرية التي يرتكبها فوضويون أو لصوص. وهكذا، أغلق مركز شرطة «بتاح تكفا» ملف الحاخام ليفين من دون اعتقال مهاجميه، مشيراً إلى أنها «حالة منعزلة لا تعكس اتجاهاً عاماً».
ويقول مسؤول في وزارة العدل إن «القانون لا يسمح لنا حتى بأن نصف حادثاً يقع في إسرائيل بأنه ذو طابع معاد للسامية وتصنف هذه الحوادث عامة في فئة اللصوصية». وأشار إلى أنه لا يوجد قانون ضد معاداة السامية في إسرائيل لأن المشرعين لم يتصوروا قطّ وجود هذا الوضع. وتجرى حالياً مناقشة مشروع قانون في هذا الصدد.
ويرى آفنر شاليف رئيس ياد فاشيم، النصب التذكاري للمحرقة في القدس المحتلة، أن معاداة السامية في إسرائيل تعكس «الأفكار النمطية المعادية للسامية المنتشرة في أوروبا، ولا سيما في أوكرانيا، التي تصعب جداً محاربتها». وأضاف أن أعمال العنف المعادية للسامية في إسرائيل تعكس أيضاً صعوبة استيعاب بعض المهاجرين.
(أ ف ب)