strong>تبقى مسألة تخصيب اليورانيوم هي بيت القصيد في معضلة البرنامج النووي الإيراني؛ ففي الوقت الذي تصر فيه إيران على السير قدماً في هذه العمليات ونصب وحدات الطرد المركزي، يثار الجدل حول تصريحات غربية ملتبسة، نفتها واشنطن أمس، حول إمكان السماح لطهران بتخصيب جزئي
استأنف الاتحاد الأوروبي المحادثات مع إيران أمس، في محاولة لجس النبض حول استعدادها لتعليق نشاطها النووي، بعدما واجهت المزيد من العقوبات، فيما أصرت واشنطن على تفكيك البرنامج النووي للنظام الإسلامي، رافضة أي تسوية بشأنه.
وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني في أنقرة أمس أن إيران والاتحاد الأوروبي قررا مواصلة مباحثاتهما حول الملف النووي خلال أسبوعين.
وأجرى لاريجاني محادثات في العاصمة التركية مع المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، في محاولة أخرى للتوصل إلى تسوية دبلوماسية لأزمة البرنامج النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، خلال مؤتمر صحافي في طهران: «نأمل أن تستكمل هذه المحادثات عندما نصل إلى صيغة مقبولة من جميع الأطراف».
واجتمع لاريجاني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على مائدة الغداء أمس، قبل الاجتماع مع سولانا في أحد فنادق العاصمة التركية.
وكانت وسائل الإعلام التركية قد نقلت عن لاريجاني قوله إن طهران ترغب بعقد «محادثات جادة»، لا الدخول في «ألاعيب دبلوماسية».
وقبل بدء أول جلسة مع سولانا منذ شهرين، قال لاريجاني إن الشروط الغربية المسبقة «غير المنطقية» أحبطت التوصل إلى حل حتى الآن، في إشارة إلى النداءات لوقف كل أنشطة التخصيب الإيرانية، مضيفاً: «هذا هو السبب في أن هناك أفكاراً أخرى جديدة. يفترض أن تعرض علينا. وهذا هو السبب في أننا هنا».
بدوره، عبر سولانا عن الأمل في أن تتوافر «صراحة» إيرانية لإيجاد أساس مشترك لمفاوضات جادة لحل المواجهة المتفجرة، بعدما أعرب عن تفاؤله الحذر بشأن حل الأزمة. لكنه أضاف أن «الموقف نضج بصورة كافية لإجراء محاولة أخرى».
ومن المقرر أن يجتمع لاريجاني وسولانا مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول، الذي اختير مرشح الحزب الحاكم للرئاسة، على مائدة الإفطار اليوم الخميس.
وكان مساعدون لسولانا قد ذكروا أنه سيشجع لاريجاني في المحادثات على قبول «التعليق المزدوج»، أي وقف كل الأنشطة المتعلقة بالتخصيب في مقابل تجميد إجراءات تنفيذ عقوبات مجلس الأمن.
وهذه هي صيغة مجلس الأمن لبدء المفاوضات بشأن الحوافز التجارية المعروضة على إيران في مقابل عدم الاستمرار في التخصيب.
وقال دبلوماسيون رفضوا كشف هويتهم، لوكالة «فرانس برس» أول من أمس، إن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين مستعدة لمنح إيران فرصة إضافية لتتخلى تدريجاً عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، لكن دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي وصف هذه الأنباء بأنها «سخيفة».
أما واشنطن فقد أكدت أنها لا تريد أية تسوية وتصر على أن تفكك طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غونزالو غاليغوس: «لا يوجد أي تغيير في سياستنا. يجب أن تعلق إيران نشاطاتها إذا أرادت أن تفاوض».
من جهة ثانية، نقلت وكالة «مهر» للأنباء عن رئيس مجلس الشورى الإسلامي غلام علي حداد عادل قوله، في مؤتمر صحافي أمس، إن «إيـــــــــران ترحـــــــب بالمفاوضات، وسنطرح كلاماً منطقياً، ونتوقع سماع كلام منطقي أيضــــــــــاً»، رداً على ســـــــؤال لأحد الصحافيين عن استئناف المفاوضات النوويــــــــة بين إيران والاتحاد الأوروبي.
وانتقد عادل موقف الاتحاد الأوروبي غير المستقل من الملف النووي الإيراني والمتأثر بالضغوط الأميركية، قائلاً: «نحن منذ البدء كنا نعتقد بأن إحالة الملف النووي لبلادنا إلى مجلس الأمن الدولي عمل غير قانوني، وجاء نتيجة ضغوط سياسية من أميركا التي تبحث دوماً عن الذرائع لموقفها المعارض لإيران».
(رويترز، أ ب، أ ف ب، د ب أ)