strong>رام الله ـــ سامي سعيدغزة ـــ رائد لافي

تقاطعت التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية في قطاع غزة، أمس، مع تحذيرات أميركية وصلت إلى السلطة الفلسطينية، غداة استشهاد أربعة مقاومين في القطاع، وسط أجواء عن تعارض مصري فلسطيني حول عودة التهدئة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية واسعة الاطلاع، لـ«الأخبار» أمس، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة ومصر والأردن نيتها تنفيذ هجوم عسكري عنيف على قطاع غزة.
وأشارت المصادر إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعثت برسالة عاجلة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعته فيها إلى إعلان موقف واضح ومحدد من استمرار نشاط المقاومة الفلسطينية وعمليات تهريب السلاح من مصر إلى غزة. وحذّرته من أن إسرائيل قد تفقد أعصابها وتشن هجوماً عنيفاً على القطاع بغطاء دولي.
وتتضمّن خطة العدوان على غزة إغلاق معبر رفح البري وإغلاق معبر المنطار التجاري شرق غزة ونشر بوارج حربية على طول الساحل الفلسطيني وإقامة معسكرات اعتقال شرق القطاع وشماله وإخلاء موظفي «الأنروا»، إضافة إلى هجوم جوي على مقار حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ومكاتب لعناصر «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح».
وعلمت «الأخبار» أن القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان أجرى اتصالاً أمس بوزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس دعاه فيه إلى عدم التسرع والإقدام على اجتياح القطاع، لأن ذلك سيعقّد الأمور وقد يؤدي إلى قتل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد قال، لدى افتتاح اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس، إن إسرائيل لا يمكنها تجاهل استمرار إطلاق صواريخ «القسام». وأوضح أن «إسرائيل مررت رسائل واضحة إلى السلطة الفلسطينية وإلى جهات دولية بأنها ليست راغبة في التصعيد، لكنها لن تمتنع عن تنفيذ الخطوات المطلوبة لحماية سكان الجنوب».
وقال رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي إن «التهريبات وتعاظم قوة النيران (من جانب الفلسطينيين) مستمرة منذ سنتين أو ثلاث، وفي حال استمرار هذا الوضع فإنه لا مفر من العمل». ورأى أن الطريقة الوحيدة الفعالة هي عملية برية ولكن مع ذلك سيقدم بدائل عديدة.
وكان 4 فلسطينيين، 3 منهم من «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، قد استشهدوا أول من أمس بنيران جيش الاحتلال في قطاع غزة. وأعلنت مصادر طبية أن الشهداء هم: عبد الحليم الفيومي (27 عاماً) من مدينة غزة، سائد حلس (21 عاماً) من غزة، محمد الفقي (24 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وشادي عبد الرحيم أبو ضاهر (18 عاماً). وأعلنت «كتائب الأقصى ـــ مجموعات الشهيد أيمن جودة»، أحد التشكيلات التابعة لـ «فتح»، عن إطلاق حملة «عاصفة الصيف» لمواجهة الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إلى ذلك، رفضت فصائل المقاومة الفلسطينية، انتقادات رئيس الوفد الأمني المصري المقيم بصفة دائمة في الأراضي الفلسطينية اللواء برهان حماد لصواريخ المقاومة ووصفها بأنها «مقامرة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني».
وشدّد المتحدث باسم حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، على حق فصائل المقاومة الفلسطينية في الرد على عدوان وجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وجدّد رفض أي حديث عن تهدئة أو وقف لعمليات المقاومة في ظل استمرار اعتداءات جيش الاحتلال.