رام الله ـــ سامي سعيد
شدد القائد في حركة «الجهاد الإسلامي»، الشيخ نافذ عزّام، في حوار مع «الأخبار» أمس، على أن حركته لن تشارك في أي حكومة فلسطينية «لأن الوضع السياسي الفلسطيني مرهون باتفاقيات أوسلو التي رفضتها الحركة». وقال «موقفنا واضح تماماً، نحن لم نشارك في كل الحكومات الفلسطينية منذ أن جاءت السلطة بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، ولم نشارك في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 1996، وأيضاً في الانتخابات التي جرت قبل عامإلا أنه أشار إلى أن «الجهاد» لن تكون عائقاً أمام الحكومة المقبلة. وقال عزّام «بالعكس تماماً، رغم عدم مشاركتنا في الحكومة، نحن معنيون باستقرار الساحة الفلسطينية وتماسك الجبهة الداخلية، ولذلك كنا قلقين خلال الأشهر الماضية نتيجة التوتر الحاصل بين فتح وحماس، وبذلنا في الجهاد الإسلامي جهوداً كبيرة لمحاصرة آثار ذلك الاقتتال المؤسف ومحاولة وضع حد له، ولذلك عندما توصل الإخوة في فتح وحماس إلى اتفاق مكة المكرمة كنا أول من أبدى ارتياحه لذلك الاتفاق حتى مع وجود تحفظات على بعض بنود خطاب التكليف».
وعن التحفظات على خطاب التكليف، قال عزّام «لا نريد أن نتحدث كثيراً في هذه القضية، لأن خطاب التكليف ملزم للحكومة ووزرائها، لكننا في حركة الجهاد الإسلامي عبّرنا عن تحفّظنا على البند المتعلق باحترام الاتفاقات الموقعة، والمقصود طبعاً تلك الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل».
وقال عزّام إن الحركة ستشارك في منظمة التحرير الفلسطينية إذا أعيد بناؤها عبر التوافق الفلسطيني «بحيث تعكس موازين القوى». وأضاف «لكن للأسف، حاول البعض أن يتهرب من التزاماته، ولم يعقد الاجتماع الذي كان مقرراً بعد اتفاق القاهرة وكأنه يريد أن يرهن منظمة التحرير في يده».
واتهم القائد الفلسطيني إسرائيل بتصعيد عدوانها على الضفة الغربية لإسقاط اتفاق مكة. وقال إن «إسرائيل معنية بتخريب الساحة الفلسطينية، وهي تسعى لمنع حدوث تضامن أو منع أي شكل من أشكال التوحد في الساحة الفلسطينية. وبالتالي لن تكون سعيدة بالاتفاق الذي حصل في مكة، وإن استطاعت منع تطبيقه فستسعى لهذا، وبكل الوسائل القادرة عليها».
وشدد عزّام على أن الحركة ستنتقم لشهدائها الذين سقطوا أول من أمس في جنين. وقال «لا حدود جغرافية أمام الرد على العدوان، ونحن نثق بالمجاهدين القادرين على الرد في الزمان والمكان المناسبين».
ورداً على سؤال عن مواصلة «الجهاد» عمليات إطلاق الصواريخ وخرقها للإجماع الفلسطيني على التهدئة، قال عزام إن «المعادلة واضحة، هناك احتلال لأرضنا وعدوان على شعبنا، الرد على الاحتلال والعدوان هو المقاومة وتنفيذ العمليات الاستشهادية واطلاق الصواريخ، ليس هناك شعب يقابل الاحتلال برمي السلاح ويقول إن المفاوضات هي الطريق السياسي الوحيد. دائماً الاتفاقات تعكس موازين القوى الموجودة، وأنت إذا فرّطت بقوتك الوحيدة التي هي سلاحك ومقاومتك فأكيد الاتفاقات ستكون ظالمة في حقك».
وفي تعليق على الأنباء عن اتهام مصري لحركة «الجهاد» بمحاولة استهداف سياح إسرائيليين في سيناء، قال عزّام «نحن ننفي تماماً وإطلاقاً هذه الاتهامات التي بثتها اسرائيل ولم تذكرها مصر، وجهة صراعنا مع العدو معروفة، الأرض الفلسطينية هي أرضنا ونقاوم عليها ولن نستهدف أي اسرائيلي في أي مكان في العالم، استراتيجيتنا واضحة، سنقاوم المحتل فوق أرضنا ولن نواجه أي اسرائيلي خارج أرضنا».
وعن وضع الولايات المتحدة الأمين العام لحركة «الجهاد» رمضان عبد الله شلح على قائمة الاعتقال، قال القائد في «الجهاد»: «هذا ليس جديداً على الولايات المتحدة، ووضع الدكتور رمضان في هذا الموقف هو شرف لنا، وهذا تصريح أميركي لإسرائيل باغتيال شلح».