كشفت صحيفة عراقية شيعية عن ورقة ستطرحها سوريا في مؤتمر دول الجوار العراقي، المزمع عقده في شهر آذار الجاري، تضمن مشاركة جزء من حزب البعث العراقي المنحل في العملية السياسية، في وقت استبقت فيه روسيا التوجه الى العاصمة العراقية، للمشاركة في المؤتمر، لتسوّق نفسها على أنها القادرة على أداء دور الوسيط بين الأميركيين من جهة والإيرانيين والسوريين من جهة ثانية.ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن رئيس لجنة مجلس الفدرالية للشؤون الدولية ميخائيل مارغيلوف قوله إنه «في وسع روسيا أن تكون مشاركاً هاماً كامل الحقوق في هذه الفعالية (مؤتمر دول الجوار العراقي)»، مضيفاً إنه «في وسع ممثلي روسيا القيام بدور الجسر بين الأميركيين والسوريين، وبين الأميركيين والإيرانيين».
وأشار مارغليوف إلى أن الوفد الأميركي «لن يكون في غضون ذلك ملزماً بالتعاون مع ممثلي سوريا وإيران»، معتبراً أن مشاركة موسكو في المؤتمر «ستكون نافعة، لأن لديها موقفاً واضحاً من قضية التسوية في العراق مبنياً على ضرورة صيانة سيادة ووحدة أراضي البلد، وحق العراقيين في تقرير المصير».
وأعلن مارغيلوف أن «قرار المشاركة الروسية ومستوى المشاركة قيد الدرس في الوقت الحاضر».
في هذا الوقت، قالت صحيفة «البينة الجديدة» العراقية، التابعة لحركة حزب الله العراق، إن «المؤتمر هو بمثابة تدويل للقضية العراقية، ومن ثمار ذلك تحقيق مصالحة وطنية بين الأطراف التي توالي إيران، والأخرى التي توالي سوريا»، موضحة أن المؤتمر «سيفتح الطريق واسعاً أمام حلول جذرية للعنف المتصاعد في العراق، وإيجاد أرضية صالحة لبناء مشروع عراقي جديد واعد».
وكشفت الصحيفة أن «الجماعات البعثية التي تنضوي تحت قيادة يونس الأحمد، وهو قيادي بارز في حزب البعث المنحل، على استعداد للمشاركة في العملية السياسية تحت اسم جديد سيعلن في وقت لاحق، وستطرح سوريا ورقته، فيما ستجد الجماعات البعثية الأخرى، بزعامة عزة إبراهيم (الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق)، عزلة كبيرة لارتباطها الوثيق بتنظيم القاعدة».
من جانبها، رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس أن إعلان الإدارة الأميركية مشاركتها في مؤتمر الجوار العراقي «فرصة لايجاد حل دبلوماسي» للملف النووي الايراني، مشيرة الى أنه «يُحتمل أن تواصل إيران البحث عن مخرج تقوم بموجبه بالاستجابة لمطالب مجلس الامن، بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، من دون إعطاء انطباع بأنها استسلمت».
ورأت الصحيفة أن الإدارة الأميركية «أحسنت صنعاً عندما لم تستبعد بشكل كامل حدوث لقاء بين ممثلين أميركيين وإيرانيين، على هامش مؤتمر بغداد، وذلك على الرغم من إصرار الإدارة على موقفها بربط المفاوضات الرسمية المباشرة مع إيران بتجميدها نشاط تخصيب اليورانيوم».
وفي القاهرة، قال رئيس وفد الجامعة العربية الى المؤتمر أحمد بن حلي إن الأزمة العراقية «ترتبط عناصرها مع دول الجوار، والمتمثلة في البعد الاقليمي، إلى جانب البعد الدولي»، مطالباً، في مؤتمر صحفي، بـ«تضافر الجهود وتنسيقها على المستوى العربي والإقليمي مع المستوى الدولي».
ورأى المسؤول العربي في مؤتمر بغداد «فرصة، لطرح خطة عمل لمساعدة العراقيين، لتفادي ما يمكن أن يمس نسيج المجتمع العراقي، والانطلاق نحو منع الفتنة الطائفية، وإعادة الأمن والاستقرار في العراق»، معرباً عن اعتقاده بأن «وجود هذه الأطراف المعنية مباشرة بالحالة في العراق يمكن أن تكون انطلاقه جديدة لمعالجة هذه الأزمة المترابطة الخيوط والمتعددة الأطراف، والتوصل إلى توافق في الرأي».
وأكد بن حلي أن «الجامعة العربية على استعداد لدعم خطة الرئيس (الاميركي جورج) بوش في العراق، إذا كانت ترمي إلى الخروج من العراق، وتسليم مقاليد السلطة إلى العراقيين».
(أ ف ب، د ب أ، رويترز)