strong>رام الله ــ سامي سعيد
الخطة الإسرائيلية لاستهداف “اتفاق مكة” الفلسطيني متشعبة، والجزء العسكري يبدو أساسياً لإرهاق الساحة الداخلية الفلسطينية، وإخراجها عن خط الإجماع، تمهيداً لإعادتها إلى الفوضى

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية أمس نابلس مدينة منكوبة، بعد عدوان “الشتاء الحار”، الذي شنته قوات الاحتلال عليها خلال الأيام الماضية، في وقت فرضت فيه سلطات الاحتلال حصاراً شاملاً على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة يسري مفعوله حتى انتهاء عيد المساخر (بوريم) لدى الشعب اليهودي ليلة الثلاثاء المقبل، فيما أصيب 14 فلسطينياً خلال مواجهات في قرية بلعين احتجاجاً على مواصلة بناء جدار الفصل.
وقال هنية، في تصريحات عقب صلاة الجمعة، إن “مدينة نابلس باتت منكوبة بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها، والحكومة تعتزم تقديم مبلغ نصف مليون دولار لإعادة بنائها وإعمارها”.
ودعا هنية الدول العربية والإسلامية إلى نجدة المدينة المنكوبة. ووصف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بأنه “رد فعل مجنون” على اتفاق مكة.
في هذا الوقت، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس اقتحام نابلس، بعد ساعات قليلة من إعلانها انتهاء عدوان “الشتاء الحار”. وقال سكان في المدينة، لـ“الأخبار”، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المدينة بأكثر من 25 آلية عسكرية من جهة بيت ايبا، وأطلقت الرصاص والقنابل الصوتية باتجاه عدد من منازل الفلسطينيين، من دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات.
وأعلنت مصادر أمنية إسرائيلية فرض حصار شامل على الأراضي الفلسطينية. ونقلت عن وزير الدفاع عامير بيرتس أمره بفرض الحصار بسبب “توافر إنذارات أمنية ساخنة” عن نيّة المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات استشهادية داخل إسرائيل.
وأصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، موشيه كرادي، تعليماته إلى قادة الألوية في الشرطة بزيادة حالة التأهب ومراعاة اليقظة، كما رفعت الشرطة وباقي أجهزة الأمن الأخرى من حالة التأهب، وزادت من عدد أفرادها في مختلف المدن الإسرائيلية الكبرى، إضافة إلى المناطق المتاخمة للمدن الفلسطينية.
وفي هذا السياق، شدّدت قوات الاحتلال أمس حصارها على مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ومنعت تواصلها مع قراها وبلداتها. وقال سكان في المدينة، لـ“الأخبار”، إن طائرة مروحية إسرائيلية أنزلت جنوداً من فرق المشاة الإسرائيلية في سهل عنبتا شرق طولكرم، حيث أقاموا حاجزاً أمام حرش بلدة بلعا ومدخلها الرئيسي، وأوقفوا السيارات الداخلة إلى المدينة أو الخارجة منها.
وشنت قوات الاحتلال أمس عمليات دهم في مدن وقرى جنوب الضفة الغربية. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه جرى اعتقال عشرة فلسطينيين، تسعة منهم من حركة “حماس”، مشيراً إلى أن عمليات الدهم والاعتقال تمت في مدينة بيت لحم وقرية الخضر، فيما اعتقل فلسطيني من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بلدة بيت أمّر قضاء الخليل.
وأفاد مصدر أمني وشهود عيان فلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي اعتقل خمسة صِبية أمس شرق مخيم البريج في المنطقة الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل. وأوضحوا أن الصبية كانوا قريبين من المنطقة الحدودية عندما أطلقت دورية إسرائيلية النار عليهم، ما أجبرهم على التوقف ثم اعتقلتهم.
وفي قرية بلعين في الضفة الغربية، ذكر شهود ومصادر طبية فلسطينية أن 14 متظاهراً من فلسطينيين وإسرائيليين وأجانب، أصيبوا برصاص مطاطي أطلقه الجيش الإسرائيلي على متظاهرين يحتجون على الجدار الفاصل.
إلى ذلك، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بالعمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في جنين ونابلس. وقال المتحدث باسم الوزارة، ميخائيل كامينين، في بيان له، إن “هجمات الجيش الإسرائيلي على هذا النطاق الواسع تقود إلى تدهور جديد للوضع في الأراضي الفلسطينية وتعقّد عمل القوى الفلسطينية والدولية بهدف إيجاد تسوية سياسية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.