القمة السعودية ـ الإيرانية تشدّد على {روابط الجيرة ووحدة العقيدة}
رغم الاجواء الايجابية التي ميزت محادثات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مع الملك السعودي عبد الله في الرياض اول من امس، برز الى واجهة الاحداث التناقض بين إيران والسعودية في مسألة “دعم” الرئيس الايراني للمبادرة العربية للسلام، والذي يشير، لولا نفي الجمهورية الإسلامية، إلى تأييد إيراني للاعتراف بإسرائيل.
ولدى عودته الى طهران، شرح الرئيس الايراني نتائج زيارته القصيرة الى السعودية، مشدداً على ان “ايران والسعودية تحافظان على حقوق الامة الاسلامية بتعاونهما المشترك”.
وأكد نجاد، بحسب وكالة “مهر” للانباء، “معارضة ايرانوالسعودية لهيمنة الاعداء على دول المنطقة”، مشيراً “الى المحاولات اليائسة التي يقوم بها الاعداء لتشتيت صفوف المسلمين”. وقال ان البلدين يعيان هذه الفتن جيداً، داعياً المسلمين كافة الى احباط هذه المؤامرات من خلال المزيد من التحلي باليقظة والحذر. وشدد على تطابق وجهات نظره مع الملك عبد الله، “لتعزيز الجبهة الاسلامية للصمود امام الضغوط الظالمة التي يمارسها المستكبرون”.
واضاف نجاد “ان المحادثات تناولت ايضاً المسألتين الفلسطينية والعراقية بالتفصيل. لدينا وجهات نظر مشتركة في الكثير من القضايا. والدولتان تعارضان سيطرة الاعداء على المنطقة الاسلامية”.
وعندما سئل عما اذا كانت المحادثات تناولت القضية النووية ووجود القوات الاميركية في الخليج، اجاب نجاد “اجرينا مناقشات في كل المجالات. جرى بحث بعض القضايا مثل سيطرة الاعداء على المنطقة بوسائل مختلفة واسباب الانقسامات. وجرى تنفيذ بعض الخطط المشتركة لحماية حقوق الدول الاسلامية”.
وكان مراسل وكالة “مهر” للانباء قد افاد بأن نجاد أعلن في مطار مهرآباد، قبيل مغادرته أول من أمس الى الرياض، ان لدى “ايران وشعوب المنطقة اسئلة عديدة عن نتائج مؤتمر اسلام آباد” لوزراء خارجية سبع دول اسلامية.
وعن القضية العراقية، اكد نجاد أن “موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية واضح بهذا الصدد ويجب على الجميع مساعدة الحكومة العراقية المنتخبة على ارساء الامن والاستقرار”.
وتطرق نجاد الى القضية اللبنانية قائلاً “نريد استقلال لبنان ووحدته، ويجب على الجميع دعم مطالب الشعب اللبناني والمساعدة في تعزيز الوحدة الوطنية وحفظ استقلال هذا البلد”، مضيفاً “اذا طلب لبنان مساعدة ايران لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقلال، فإننا مستعدون لمساعدته”، ومشدداً على ان ايران “تريد كرامة الشعب اللبناني ووحدته”.
وقالت وكالة الانباء السعودية، ان الملك السعودي اكد خلال “المباحثات الرسمية” على “روابط الجيرة ووحدة العقيدة التي تربط بين البلدين”.
وأشارت الى ان الرئيس الإيراني “نوه بالدور الريادي والمواقف الحكيمة لقيادة المملكة تجاه قضايا الأمة الإسلامية”. واوضحت ان الزعيمين اكدا على أن “الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر هو محاولة إذكاء نار الفتنة بين المسلمين، سنة وشيعة”، وشددا على أن “الجهد يجب أن يتوجه لصد هذه المحاولات وتوحيد الصف”، و“اتفقا على أهمية جمع كلمة الفلسطينيين”.
واشارت الوكالة السعودية الى تأكيد نجاد أن “إيران تتابع وتؤازر الجهود الخيرة التي تبذلها المملكة لتهدئة الأوضاع في لبنان ووضع نهاية لأزمته السياسية”، مشيرة الى ان الزعيمين “اعربا عن أملهما في أن تتجاوب جميع الأطراف اللبنانية مع هذه الجهود”.
ونقلت الوكالة السعودية عن نجاد قوله انه “ابدى تأييده للمبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002”.
غير أن مسؤول المكتب الصحافي للرئاسة الايراني، احسان جهانديده، نفى في وقت لاحق، لوكالة “فرانس برس”، أن يكون نجاد قد عبر عن دعمه للمبادرة التي تنص على تطبيع العلاقات مع اسرائيل في مقابل انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال انه “خلال هذه المحادثات بين الرئيس احمدي نجاد والملك عبد الله لم يجر التطرق الى مبادرة عام 2002”.
أما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، فقال من جهته إن السعودية وايران اتفقتا على مكافحة امتداد الصراع الطائفي الذي يهدد بالانتشار من العراق الى دول مجاورة.
وكان مسؤول سعودي قد أعلن، قبيل محادثات نجاد ــــــ عبد الله، أن الرياض ستحاول إقناع طهران بالامتثال للقرارات الدولية الرامية إلى تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال إن الرياض تريد ايضاً مطالبة طهران بممارسة ضغوط على حزب الله وسوريا لوضع حد للأزمة السياسية في لبنان.
(ا ف ب، اب، رويترز، مهر)