strong>غرقت مدينة الحلّة بالدماء أمس، إثر تفجيرين انتحاريين استهدفا زواراً شيعة كانوا متجهين إلى كربلاء، يتوقع أن يصعّدا من حدّة العنف المذهبي الذي يجتاح العراق، حيث يخوض الاحتلال الأميركي معركة الدفاع عن جنوده الذين يغرقون في أوحاله
شهد العراق أمس يوماً دامياً، إن بالنسبة للعراقيين أو للاحتلال الأميركي، بالتزامن مع استمرار الخطة الأمنية في بغداد، حيث يسعى جيش المهدي، بزعامة السيد مقتدى الصدر، إلى تجنب مواجهة مع القوات الأميركية حفاظاً على «مكاسبه السياسية».
وأعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل ما يزيد على 115 عراقياً وإصابة 245 آخرين، من بينهم نساء وأطفال، في هجومين انتحاريين بأحزمة ناسفة في مدينة الحلّة الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوبي بغداد.
واستهدف الانتحاريان موكباً من الزوار الشيعة كانوا متجهين سيراً على الأقدام الى مدينة كربلاء. وقد دخلا الى خيمة كان يتجمع فيها الزوار لتناول الطعام وفجّرا نفسيهما فيها.
ولقي 16 عراقياً مصرعهم وأصيب 34 بجروح في هجمات طالت زواراً آخرين في بغداد وضواحيها.
في هذا الوقت، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل 10 من جنوده وإصابة خمسة آخرين في هجمات منفصلة في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار.
وقالت قيادة الجيش الأميركي في مدينة تكريت أمس إن «ستة جنود قتلوا في هجوم بقنبلة شنّه متمردون» في محافظة صلاح الدين، كما قُتل ثلاثة جنود آخرين وأصيب عدد مماثل في انفجار قنبلة في ديالى شمالي شرقي بغداد. وقُتل جندي أميركي عاشر في انفجار عبوة ناسفة في الأنبار.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية وفاة أحد جنودها متأثراً بجروح أصيب بها في هجوم على دوريته في البصرة الأسبوع الماضي.
واستباقاً لمزيد من الهجمات ذات الطابع المذهبي، أعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي عن خطة أمنية مشددة ينفذها ثمانية آلاف من رجال الشرطة، لحماية زوار العتبات المقدسة في ذكرى الأربعين لوفاة الإمام الحسين.
وتواصلت أمس الخطة الأمنية في مدينة الصدر، حيث شارك 600 جندي أميركي و550 من قوات الأمن العراقية في العملية.
وأشارت مصادر عراقية إلى أن جيش المهدي «يسعى لتجنب المعركة مع الأميركيين، من أجل حماية المكاسب السياسية» للتيار الصدري، بينما يكرر العديد من قادة التيار أنهم لن «ينزلقوا» الى مواجهة مع الاحتلال الأميركي في الوقت الراهن.
وفي الموصل، أعلن مسؤول أمني عراقي فرار نحو 150 معتقلاً، بينهم عرب وأجانب، من سجن «بادوش» شمال غرب المدينة، بعدما هاجمه عدد كبير من المسلحين.
على صعيد آخر، أعلن رئيس جبهة التوافق العراقية، عدنان الدليمي، تأليف جبهة سياسية جديدة باسم «الجبهة الوطنية العراقية»، تضم كلاً من جبهة التوافق والقائمة العراقية، التي يتزعمها إياد علاوي.
وقال الدليمي، في مؤتمر صحافي، إن الجبهة الجديدة «ستعمل على إحداث توازن داخل القوى السياسية، وستبتعد عن المحاصصات والتكتلات الطائفية»، مشيراً الى أنه «تم الاتصال بحزب الفضيلة وجبهة الحوار الوطني والكتلة الكردستانية للانضمام إلينا، ونحن الآن بانتظار آراء هذه الكتل بشأن تأليف هذه الجبهة الجديدة».
بدوره، قال النائب عن جبهة التوافق، عبد الكريم السامرائي، إن الجبهة «أبلغت رئيس الوزراء (نوري المالكي) رغبتها في التعديل الوزاري الشامل»، معرباً عن أمله في «أن يتولى حقيبة وزارة الدفاع رجلٌ قوي يُعيد الى هذه الوزارة هيبتها وصورتها الناصعة، التي احتفظت بها منذ تأسيس الجيش العراقي الباسل» في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
من جهة ثانية، انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق مشروع قانون النفط، معتبرة، في بيان، أنه «باطل، ويفتقر إلى الشرعية اللازمة لتمريره».
وأوضحت الهيئة أن قوات الاحتلال «تتعجل إقرار مشروع قانون النفط والغاز، مستعينة من أجل تمريره بصفقات تباع فيها حقوق الأجيال، وتهدر عناصر القوة في البلاد».
إلى ذلك، أفاد استطلاع للرأي، نشرته صحيفة «يو اس اي توداي» أمس، أن 28 في المئة فقط من الأميركيين يعتقدون بأن الولايات المتحدة ستنتصر في العراق، بينما يعتقد 59 في المئة بأن غزو العراق «كان خطأ».
وأعلن مدير مكتب المحاسبة والشفافية الأميركي بوتس بوليكين أن «أكثر الوزارات العراقية تعرضاً لمزاعم الفساد هي وزارة النفط، ثم وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع»، مشيراً الى أن الامن هو «أحد التحديات الكبيرة» التي تواجه عمل أجهزة مكافحة الفساد.
(الأخبار، لوس أنجلوس تايمز، بدرنيوز، أ ب، أ ف ب، رويترز)