يبدو أن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني تتجه لأن تعطي طهران مهلة إضافية من 60 يوماً لتعليق تخصيب اليورانيوم قبل تشديد العقوبات المفروضة عليها في قرار دولي جديد لا تزال عناصره غير مكتملة بسبب خلافات بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة ثانية.في هذا الوقت، نفى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن تكون إيران قد «أبطأت» عمليات التخصيب. وقال إن «أنشطة إيران النووية الشرعية التي تهدف الى انتاج الوقود.. مستمرة في شكلها الطبيعي”، مشدداً على أن «لا تغيير في هذا البرنامج».
كذلك، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في بيان لها امس، أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في منشآت ناتنز مستمرة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وآخذة في التطور.
وكانت وكالة «اسوشييتد برس» قد نقلت عن مدير وكالة الطاقة، محمد البرادعي، قوله أول من أمس إن إيران «أبطأت» عمليات تخصيب اليورانيوم.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الملف النووي الايراني كان محور محادثات هاتفية أول من أمس بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.
وفي فيينا، انتقد مندوب ايران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، في حديث إلى محطة «دويتشه فيليه» الالمانية، الطابع السياسي الاستخباري لعمل الوكالة. وقال، عن الرفض الايراني السماح لمفتشي الوكالة بنصب كاميرات مراقبة في موقع ناتنز تحت الأرض، إن“الوكالة ستصبح فرعا لوكالة الاستخبارات المركزية او وكالات تجسس أخرى”.
وفي مقر بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث بدأت اجتماعات الدول (5+1) أمس لبحث إصدار قرار عقوبات جديد ضد إيران، قال مندوب الصين لدى المنظمة الدولية، وانغ غوانغيا، “أعتقد أن الفكرة الأساسية هي توسيع نظام العقوبات وتشديده، لكن إلى أي مدى سنذهب.. أعتقد أنه لا تزال هناك بعض الخلافات بين الدول الأعضاء”.
وقال وانغ والمندوب الروسي فيتالي تشوركين، إن القرار الجديد سيعطي إيران على الأرجح 60 يوماً للإذعان للمطالب، التي تدعوها إلى وقف أنشطة التخصيب التي يمكن أن توفر وقوداً لمحطات الطاقة أو لتصنيع أسلحة نووية.
وقال تشوركين إن لدى الدول الست “عناصر” مشروع قرار لكن لم يتم بعد التوصل الى نص كامل.
أما المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة، توماس ماتوسيك، فقد أعلن من جهته أنه يهدف إلى وضع مشروع قرار بحلول نهاية الاسبوع. وقال “الشعار الذي نستخدمه في هذا الشأن هو السرعة والاعتدال”. وأوضح ماتوسيك ان اقتراحاً أميركياً بفرض حظر على تصدير الأسلحة الى ايران واجه معارضة روسيا والصين.
ووفقاً للسفير الألماني، تدور المناقشات في شأن حظر إلزامي على سفر المسؤولين الإيرانيين المشاركين في البرنامج النووي الايراني، وتوسيع قائمة المواد والتقنيات النووية المحظورة التي تستطيع إيران استيرادها أو تصديرها، وأيضاً قائمة المسؤولين الإيرانيين، الذين يمكن تجميد أموالهم في الخارج إلحاقاً بالقرار 1737.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الصيني لي تشاو تشينغ، أمام الصحافيين في مناسبة الدورة السنوية للبرلمان، “ندعو ايران الى تعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مضيفاً إن “أي قرار من مجلس الأمن الدولي سيدعو إلى السلام والاستقرار في المنطقة”.
إلى ذلك، ذكر مكتب حاكم اصفهان ان “تدريبات للدفاع الجوي تجري حول المنشآت النووية في اصفهان (وسط)”. وأضاف إن “سيارات إسعاف وفرق إنقاذ ستشارك في هذه التدريبات”.
ويشتمل نشاط مصنع أصفهان على انتاج غاز هيكزافلورايد اليورانيوم (سادس فلوريد اليورانيوم) الذي يغذي مفاعل ناتنز حيث تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم.
(ا ف ب، د ب أ، اب، مهر، رويترز)