بول الأشقر
تشافيز يستقبل «ميستر دانجير» بجولة موازية


يبدأ الرئيس الأميركي جورج بوش غداً (الخميس) جولته الثالثة إلى أميركا اللاتينية، التي تقوده إلى البرازيل وكولومبيا والأوروغواي في أميركا الجنوبية، وإلى غواتيمالا في أميركا الوسطى وإلى المكسيك. وهي تهدف الى صرف الأنظار عما يحدث في العراق، كما تحاول الحد من نفوذ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي قرر من جهته تنظيم جولة موازية.
وتصر الإدارة الأميركية على أن جولة بوش تعلن أن عام 2007 يمثل «انطلاقة عام أميركا اللاتينية». إلا أن غالبية الخبراء تشكك بهذه الرواية، وترى فيها محاولة «البطة العرجاء» في صرف الأنظار عن العراق ومحاولة متأخّرة للحد من نفوذ الرئيس الفنزويلي المتصاعد في المنطقة.
وعشية سفره إلى المنطقة، ألقى بوش خطاباً زيّنه بكلمات بالإسبانية في غرفة التجارة للناطقين بالإسبانية، أعلن فيه أنه أرسل سفينة مستشفى ستسبقه إلى المنطقة وستقوم بـ 1500 عملية جراحية. واستشهد بسيمون بوليفار وتوجه إلى «العمال والفلاحين» ليقول لهم إن في البيت الأبيض «صديقاً لأميركا اللاتينية».
أبعد من هذه الكلمات، يرى المراقبون أن بوش، الذي سبق وصرح بأن تشافيز «أخطر من (الزعيم الكوبي فيدل) كاسترو في أيامه لأنه يملك موارد البيترو دولار»، يحلم بإعادة بلورة مشروع مثل «الائتلاف من أجل التقدم» الذي وضعه الرئيس جون كينيدي في بداية الستينيات لمحاربة نفوذ كاسترو آنذاك، إلا أنه يفتقد للوقت وللمشروع، ولهامش المناورة إن في الداخل أو في الخارج نتيجة صعود اليساريين إلى السلطة في عدد كبير من الدول اللاتينية.
وذكرت مصادر موثوقة أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز ومساعد وزيرة الخارجية توماس شانون، اللذين أوفدتهما الإدارة إلى أميركا اللاتينية قبل أسابيع، طلبا من الرئيسين الأرجنتيني نستور كيرشنر والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا استعمال نفوذهما للحد من «تطرّف» تشافيز. ومع أن شانون نفى ذلك، قائلاً «صدقوني لسنا مهووسين بتشافيز»، أتى جواب كيرشنير خلال زيارته الأخيرة إلى فنزويلا مؤكداً، فأشار إلى «أن طلب بوش لي وللرئيس لولا خطأ جسيم ويدل عن أبوية بالية تخطاها الزمن، وخصوصاً أنها تتعارض مع السيادة الشعبية».
وسيوقّع الرئيسان الأميركي والبرازيلي، خلال زيارة الغد، إعلان مبادئ حول تطوير «الإيتانول»، وهو زيت تحريك السيارات والآلات، المستخرج من النباتات. ثم ينتقل بوش إلى الأوروغواي حيث يوقع اتفاقية لتشجيع الاستثمارات. بعد ذلك، ينتقل الرئيس الأميركي إلى كولومبيا لتجديد دعمه للرئيس الفارو أوريبي ولـ«خطة كولومبيا» لمكافحة المخدرات.
من هناك، يتوجه بوش إلى غواتيمالا، كمحطة أخيرة قبل المكسيك، «هدف جولته الحقيقي»، بحسب مدير الحوار الأميركي بيتر حكيم، وحيث سيلتقي الرئيس المنتخب فيليبي كالديرون، وسيناقش مسألتي الجدار الفاصل الذي قرر الكونغرس إشادته على الحدود مع المكسيك، الذي تعتبره أميركا اللاتينية «إهانة كبيرة»، إضافة إلى ارتفاع سعر الذرة الأميركية الذي يشكّل أزمة اجتماعية خانقة في المكسيك التي تعتمد عليها لإنتاج «التروتيللا»، أساس وجبات الأكل في هذا البلد.
ويسافر مع بوش 300 جندي أميركي موكلون تأمين حمايته في ظل أشد تدابير أمنية عرفتها مدينة سان بولو. وسيقطن في فندق لم يعلن عن مكانه، وقد أوتي من الولايات المتحدة بالماء والقهوة التي يستهلكها خلال سفره.
وفيما تتحضّر التظاهرات المعادية لبوش في الدول التي سيزورها، والتي لن يزورها، قرر تشافيز،الذي يهوى في المقابل مقارعة بوش، القيام بجولة موازية ستنقله إلى الأرجنتين وبوليفيا. وقد قال أمس «إنها صدفة مذلّة أن يكون ميستر دانجير (السيد الخطر) في الأوروغواي عندما سألتقي بالرئيس الأرجنتيني على بعد مئة كيلوميتر».