strong>تنسيق إيراني ــ سوري للمواقف.. وخليل زاد جهزّ لائحة الاتهامات
عشية انطلاق مؤتمر دول الجوار العراقي في بغداد اليوم، صدرت مواقف عديدة ترسم خطوط مصالح الأطراف المشاركة على طاولة الحوار، فأعادت الإدارة الأميركية التذكير بمطالبها، في وقت أنهت طهران ودمشق فيه وضع العناوين المشتركة، تمهيداً للتوجه إلى العاصمة العراقية.
وأعلن السفير الاميركي لدى بغداد، زلماي خليل زاد، أمس أنه «لا يمانع» في لقاء الإيرانيين والسوريين، على هامش مؤتمر دول الجوار العراقي، لـ«التأكيد على المواقف الأميركية»، بشأن سبل وضع حد لأعمال العنف في العراق.
وأضاف السفير الأميركي، الذي يرأس الوفد الأميركي إلى المؤتمر، أنه «يجب أن نقول لهم أولاً، إن عليهم وقف تهريب الأسلحة، التي تعبر الحدود، وتُستخدم ضد قوات الائتلاف» في العراق، مشيراً إلى أنه يجب على طهران ودمشق «وقف دعمهما للميليشيات، التي تهدد استقرار العراق، وتزيد حدة المصاعب» فيه.
وعن مشروع القانون، الذي قدمه الديموقراطيون الأميركيون للمطالبة بسحب القوات الأميركية من العراق بحلول 2008، قال خليل زاد إن هذا النص «يبعث رسالة إلى العراقيين مفادها أن صبر الأميركيين ينفد»، لكنه تابع أنه «ينبغي لزوم الحذر الشديد، وعدم المضي بعيداً جداً بالإعلان عن انسحاب وشيك، لأن هذا قد يزيد من خطورة الوضع».
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن تباين في الرأي داخل الإدارة الأميركية حول الحوار مع إيران في بغداد.
وذكرت الصحيفة أن «وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وعدداً من مستشاريها، بينهم دايفيد ساترفيلد والسفير في العراق زلماي خليل زاد، يعتقدون أن الضغط الأخير على إيران يتيح للولايات المتحدة التفاوض مع طهران من موقع قوي»، غير أن «مسؤولين متشددين في الإدارة الأميركية، معظمهم محسوبون على نائب الرئيس ديك تشيني، يجادلون في أنه يجب عدم منح امتيازات لطهران» عبر إجراء حوار معها.
وفي دمشق، قال النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داوودي إنه «ناقش مع المسؤولين السوريين تنسيق المواقف الثنائية لاجتماع بغداد»، مشيراً، خلال تصريح صحافي قبيل مغادرته الأراضي السورية، إلى أن البلدين «يكرسان جهودهما لضمان مصالح الشعب العراقي»، معرباً عن أمله أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج «تضمن مصالح» الشعب العراقي.
ورأى داووي أن «الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وخاصة مستجدات الساحة الفلسطينية والعراقية واللبنانية حساسة»، داعياً إلى «بذل المزيد من التواصل بين إيران وسوريا».
وفي باريس، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ــــــ ماتيي عن أمله أن يشكل مؤتمر بغداد «مرحلة على طريق تعزيز علاقات الثقة بين العراق وجيرانه، واعتماد إجراءات عملية لتعزيز وحدة وسلامة أراضي العراق، وانخراطه في بيئته الإقليمية».
ورأى المتحدث الفرنسي أن «وجود ممثلين عن كل دول جوار العراق حول طاولة واحدة أمر مشجع».
وأعلن وزير الخارجية الألمانية فرانك والتر شتاينماير، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد «قررت قبول الدعوة الرسمية» لحضور مؤتمر بغداد.
وفي بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إنها ستشارك في المؤتمر عبر سفيرها في العراق شين شياودونغ.
وفي بغداد، دعا رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، أمام حشود مليونية أحيت ذكرى أربعين الإمام الحسين، الدول المشاركة في مؤتمر بغداد إلى «الالتفات إلى التضحيات الكبرى، التي حققها العراقيون، خلال السنوات الأربع الماضية؛ وهي الدستور والحكومة المنتخبة والحياة البرلمانية والعملية السياسية»، منبهاً إلى «خطورة أي مسعى بتجاوز تلك المنجزات الوطنية، وخطورة فرض أهداف إقليمية أو دولية خاصة تتعارض مع مصلحة العراقيين، وتتجاوز إرادتهم».
وأضاف الحكيم ان العمل على استقرار العراق «سينعكس إيجابياً على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي»، مطالباً بإقامة «تعاون إقليمي في المنطقة، من أجل مكافحة الإرهاب الذي يستهدف كل دول المنطقة وشعوبها، وتضافر جميع الجهود من أجل عدم الانجرار إلى المخططات الرامية إلى إحداث الاقتتال الطائفي في العراق».
وكرر الحكيم دعوته إلى تأسيس إقليم في وسط العراق وجنوبه، موضحاً أن «بناء النظام الفيدرالي في العراق، وفق الأسس الدستورية ومع احترام إرادة الشعب وفي إطار تعزيز وحدة البلاد، هو الطريق الأصح لاستقرار النظام السياسي في العراق».
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس إن العراق «لا يريد أن يصبح ساحة قتال، لتسوية الحسابات للدول الأخرى، وأن تسوي تلك الدول حساباتها مع الولايات المتحدة على حساب العراق».
وفي القاهرة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن وزراء خارجية مصر ودول جوار العراق سيعقدون اجتماعاً في القاهرة مطلع شهر نيسان المقبل بعد أيام معدودة من القمة العربية في الرياض» المقررة في 28 و29 آذار الجاري.
ولم تقدم الوزارة المصرية المزيد من التوضيحات للقضايا التي ستطرح على جدول أعمال هذا الاجتماع.
ورأى محللون إيرانيون أمس أن مؤتمر الجوار العراقي «قد يكون خطوة أولى نحو مفاوضات» بين إيران والولايات المتحدة.
وقال المحلل السياسي في صحيفة «رسالات» الإيرانية، أمير محبيان، إنه «إذا كانت نتيجة هذا التعاون رد فعل سيئاً من الولايات المتحدة، فإنه سيكون إشارة لأي متشدد في إيران لأن يقول إن التعاون مع الولايات المتحدة غير مثمر»، مضيفاً أن «الكرة حقاً في ملعب واشنطن».
وأشار محلل إيراني آخر إلى أن طهران تأمل أن أن طهران «لن تتخلى عن القوى التي تكفلها» في المنطقة، في إشارة إلى حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
في المقابل، قال السياسي العراقي السني صالح المطلق، لصحيفة «شيكاغو تريبيون»، إن الولايات المتحدة «سلمت العراق إلى إيران على طبق من فضة».
(نيويورك تايمز، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



strong> يجب الالتفات الى التضحيات الكبرى، التي حققها العراقيون، خلال السنوات الاربع الماضية؛ وهي الدستور والحكومة المنتخبة والحياة البرلمانية والعملية السياسية