بول الأشقر
تشــافــيز: يأتينــا الذئــب هــذه المــرّة مقنّــعاً على شكــل نعجة


أنهى الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، زيارته إلى البرازيل، محطته الأولى في جولته الأميركية ـ اللاتينية، بتوقيع اتفاق شراكة مع رئيس بلاد البنّ، لويس اغناسيو لولا دا سيلفا، على «الوقود البديل»، وانتقل إلى الأوروغواي حيث يوقّع مع الرئيس تاباري فاسكيز اتفاقاً لتشجيع الاستثمارات، فيما يوازيه على الضفّة الأخرى الرئيس الفنزويلي هيوغو تشافيز، الذي وصل إلى الأرجنتين، حيث كان الخطيب الأساسي في مهرجان جماهيري «معادٍ للإمبريالية».
وبعدما عمّت التظاهرات مدن البرازيل من الشمال إلى الجنوب، كرّس بوش زيارته إلى ساو باولو، كبرى المدن الأميركيّة الجنوبيّة، لتوقيع وثيقة شراكة بشأن تطوير استعمال «الإيتانول»، وهو الوقود البيولوجي القابل للتجديد والمشتق من قصب السكر في البرازيل ومن الذرّة في الولايات المتحدة.
والاتفاق، الذي يهدف إلى تنظيم سوق «الإيتانول» العالمي وتعميم تقنيات استخراجه، رآه بوش «استراتيجياً» للأمن الوطني الأميركي، على قاعدة تنويع موارد توليد الطاقة، أم الاقتصاد حيث سيؤدّي الطلب المتزايد على النفط، في غياب البدائل، إلى ارتفاع الأسعار.
ويرى المراقبون أنّ بوش، المعروف عنه «نزعته التلويثية» (معارضته لاتّفاق «كيوتو»)، يحاول الآن، من خلال خطته المستهدفة تقليص استهلاك النفط بنسبة 20 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة، تحييد المعارضة الديموقراطية الحسّاسة لشؤون البيئة.
من جهته، رأى لولا، الذي يطمح بأن يساهم اتفاق الشراكة، الذي يُعد نوعيّاً حيث ينتج البلدان نحو 70 في المئة من إنتاج «الإيتانول» العالمي، في انتظام السوق العالمي وشرعنته، وهو ما سيسمح بجعل الحصول على الوقود البيولوجية أكثر ديموقراطية إذ إنّ «استعمالها المتزايد سيكون مساهمة في تقليص الفقر والتبعية في عدد من الدول»، مركّزاً على دول أميركا الوسطى والكاريبي وأفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ البرازيل، التي تنتج سيّارات يحرّكها «الإيتانول» منذ ثلاثة عقود، تزوّد أكثرية السيارات المنتجة على أراضيها بمحركات تستوعب هذه التقنيّة، إضافةً إلى الوقود العادي، وقد تحوّل لولا، منذ تولّيه الرئاسة، إلى سفير يشرح فوائد تبنّي «الإيتانول» وسيلة إضافية لمحاربة «الاحتباس الحراري».
في هذا الوقت، وصل تشافيز إلى الأرجنتين حيث وقّع اتفاقيّات في مجال الطاقة، وزار أكبر معمل لإنتاج مشتقّات الحليب في الأرجنتين.
وفيما انتقد اليمين الأرجنتيني تسهيلات الحكومة لتشافيز، شارك الرئيس الفنزويلي مساء أمس بصفة خطيب أساسي، في مهرجان شعبي في ملعب لكرة القدم ضمّ عشرات الآلاف.
وقال اليساري الفنزويلي، قبيل لقائه الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنير أمس، إنّ جولة بوش «تهدف إلى تفتيت الحركات الشعبية، بعد أن نجحنا في دفن مشروعه بشأن السوق الحرة «ألكا»، ويأتينا الذئب هذه المرة مقنّعاً على شكل نعجة ومستشهداً ببوليفار، ومتحدّثاً عن الفقر، ومكتشفاً أخيراً أن هناك فقراً».
وتابع تشافيز متهكّماً على المساعدات التي يحملها بوش لمحاربة الفقر، وقال «لم نطلب الحسنة، نريد الحرية بعد أن حطّمنا سجن الإمبراطورية»، إلّا أنّه أصرّ على تحييد لولا موضحاً أنّ «للبرازيل مصالحها، ومن حقّها أن تستقبل بوش، وهذا شيء محترم، فالمهم أن بوش أراد أن يضعني على أجندة المفاوضات، ووضع لولا حدّاً له»، في إشارة إلى تصريح لولا بأنّ المفاوضات محصورة بالشؤون الثنائية بين البلدين.