باريس ــ بسّام الطيارة
لا شك في أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعرف أسرار التواصل الإعلامي لمخاطبة مواطنيه، فهو اختار الفترة الإخبارية المسائية في الساعة الثامنة التي تسبق فيلم السهرة الطويل، الذي ينتظره الفرنسيون، ليعلن ما بات يعرفه ٩٩ في المئة من شعبه وهو عدم ترشحه لدورة جديدة.
وقد علمت «الأخبار»، من مصادر موثوقة، بأن خطاب شيراك الذي دام «١٠ دقائق فقط» كان محضراً سلفاً ومسجل تداركاً لأي خطأ فني أو تواصلي.
وقد ألبس شيراك مداخلته ثوب النصائح لشعب فرنسا «التي سكن حبها قلبه»، وأشار إلى أنه بالنسبة «إلى الحملة الانتخابية، فإنه سيعود يوماً ليعطي خياراته الخاصة».
واتسم خطاب شيراك بالرصانة وكان «حدثياً» تناول فقط «نصائح إلى المواطنين»، جمعها بخمس نقاط هي: الابتعاد عن التطرف، والايمان بفرنسا وبمستقبلها، وربط مستقبل فرنسا بأوروبا، وتميّزها في مجال حقوق الانسان، وضرورة الاهتمام بحفظ البيئة وصيانتها. وشدد على «حسن اختيار فرنسا للاستثمار في الطاقة النووية والطاقة القابلة للتجديد».
كما أراد شيراك أن يوجه أنظار مواطنيه نحو المستقبل. ويرى البعض أنه قد يكون طامحاً لأداء دور «ضمير الأمة»، وخصوصاً في ما يتعلق بالشؤون الخارجية وقضايا الشباب، عندما قال «سيأتي يوم أخدم فيه فرنسا بطرق مختلفة».