واشنطن ـــ محمد دلبح
تقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارتها العاشرة إلى المنطقة العربية نهاية الأسبوع المقبل، التي تجري خلالها محادثات مع زعماء عرب وإسرائيليين في شأن إحياء عملية تسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي ومحاولة دفع الدول العربية إلى تعديل مبادرة السلام العربية. وهو ما تطالب به إسرائيل التي دعت وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني إلى إلغاء البند المتعلق بحل قضية اللاجئين الفلسطينيينلكن صحيفة «هآرتس» نقلت عن مصدر سياسي رفيع في القدس المحتلة قوله إن زعماء الدول العربية لن يغيروا صيغة المبادرة العربية، في مؤتمر القمة العربية المقبل نهاية الشهر الجاري، ولن يحذفوا منها بند اللاجئين الذي يثير معارضة إسرائيل. واشار المصدر الى أن «الزعماء العرب لا يستطيعون التنازل عن القرار 194 الذي يدعو الى عودة اللاجئين الى بيوتهم. لأن خطوة كهذه ستثير غضب الشتات الفلسطيني، وستشجع إيران على الادعاء بأنها هي التي تمثل حقوق الفلسطينيين بصورة أفضل من قادة زعماء القمة العربية». إضافة الى ذلك تميل الدول العربية، بحسب المصدر نفسه، الى «إظهار مواقف أكثر تطرفاً عندما تعمل بشكل جماعي، أما عندما تعمل بشكل فردي، فإنها تكون على خلاف ذلك».
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني مساء أول من أمس، إن «المباردة العربية ليست وثيقة مفاوضات، هي وثيقة تحدد موقفاً، وكما قلت، فإنني أؤيد فكرة أن تبدأ جامعة الدول العربية تحديد موقف من شأنه ربما أن يتضمن مصالحة بين إسرائيل والدول العربية؛ وأنا متأكدة من أنه ستكون لدى إسرائيل وجهات نظرها في شأن كيفية إجراء المصالحة». وأضافت «أعتقد دائماً أنه أمر ايجابي أن يتحدث الناس عن تسوية صراعات قائمة منذ فترة طويلة».
ووصفت ليفني، من جانبها، مبادرة السلام العربية بأنها إيجابية، لكنها أشارت إلى أن الجوانب المتعلقة باللاجئين تتناقض مع مفهوم الحل القائم على الدولتين. وأوضحت أن مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين من شأنه أن يهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية.
ودعت ليفني المجتمع الدولي الى الاستمرار في التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية كمجموعة واحدة ومطالبتها بتطبيق شروط الرباعية، مضيفة إنه «لا فائدة من التمييز بين وزير وآخر داخل الحكومة، لأن الأموال التي سيتم تحويلها إلى وزير المالية الذي قد لا يكون من حماس ستنقل من هناك إلى وزراء آخرين. وليس هناك أي منطق في التمييز ويجب النظر إلى الحكومة كمجموعة متجانسة».
ولم يقدم مساعدو رايس حتى يوم أمس تفاصيل عن زيارتها المقبلة إلى المنطقة، ولا عن الدول التي تزورها. لكن مصادر دبلوماسية ذكرت أن زيارة رايس ستشمل مصر والأردن وفلسطين.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، جوردان غراي، إن رايس تنوي القيام بزيارات دورية إلى المنطقة ربما كل شهر.