غزة ــ الأخبار
يأمل الفلسطينيون، بعد النجاح في تأليف حكومة الوحدة الوطنية، الخروج من أزمتهم الداخلية المتفاقمة التي طاولت مختلف نواحي حياتهم اليومية، وفي مقدمها كسر العزلة الدولية، ورفع الحصار الاقتصادي، والقضاء على ظاهرة الاقتتال والفلتان الأمني.
لكن أطراف حكومة الوحدة، والفلسطينيين عموماً، يدركون أن الطريق ليست ممهدة تماماً لتحقيق ما يرنون إليه، في ظل التفاوت في مواقف الأطراف الدولية إزاء الحكومة الوليدة.
وقال الشاب محمود الشاعر (23 عاماً) إنه يشعر بتفاؤل تجاه النجاح في إعلان ولادة أول حكومة وحدة وطنية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994. ورأى أن الطريق أصبحت ممهدة أكثر من أي وقت مضى، لتحسين ظروف المواطن الفلسطيني، في نواحٍ عديدة، أمنياً، وسياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، لكون الحكومة الجديدة تمثل مختلف أطياف العمل السياسي.
ويرغب الشاعر، الذي يحمل شهادة جامعية في المحاسبة منذ نحو عام، أن تتمكن حكومة الوحدة الوطنية من توفير فرص عمل للخريجين الجامعيين. لكنه يدرك أن أولوية حكومة الوحدة يجب أن تكون «حقن دماء الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في غنى عن الاقتتال والصراعات الداخلية، في وقت يتوجب فيه أن تصب الجهود لمواجهة الخطر الإسرائيلي الداهم.
ويتفق الشاب محمد السلطان مع الشاعر، في أهمية تركيز الجهود للقضاء على مظاهر الاقتتال والفلتان الأمني، لكنه يرى أيضاً أن الحصار الدولي أدى دوراً سلبياً في تأجيج الأوضاع الداخلية، ما يتطلّب جهوداً حثيثة من الحكومة لكسره.
ورأى السلطان (25 عاماً)، ويعمل في جهاز أمني، أن نجاح الحكومة الجديدة في كسر الحصار الدولي، من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الرخاء وتحسّن الاقتصاد يقلّل معدلات الجريمة.
وعجزت الحكومة «الحمساوية» عن سداد فاتورة الرواتب الشهرية المقدرة بنحو 120 مليون دولار، لنحو 160 ألف موظف يعملون في القطاعين المدني والعسكري في السلطة.
وأشار السلطان إلى أن من شأن النجاح في تأليف حكومة الوحدة إنهاء التوتر وتنفيس الاحتقان العالي في الشارع الفلسطيني، مضيفاً أن الاحتقان ليس مقتصراً على عناصر «فتح» و«حماس» فحسب، بل أصبح يلف كل الفلسطينيين، في الداخل والخارج.
وبدا علاء صبيح (30 عاماً)، متفائلاً بحذر. وقال: «نأمل ألا يقف الحوار الوطني عند هذا الحد، ويتم استكمال باقي الملفات المتعلقة بالشراكة السياسية ومنظمة التحرير». وأضاف: «إن استكمال باقي الملفات بإرادة صادقة، يقطع الطريق على أي محاولات من جهات غير معنية بالوحدة، للعودة بالساحة الفلسطينية إلى الفتنة والاقتتال».
وعبّرت سناء المصري (40 عاماً) عن سعادتها بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقالت: «نأمل في أن تغيّر الحكومة الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية والأمنية إلى الأفضل. لا حجة لأحد فكلهم (الفصائل) في هذه الحكومة».
ورأت المصري، وهي ربة أسرة تسكن في خان يونس جنوب قطاع غزة، أن الوضع الأمني المتدهور في القطاع يشكل أهم تحدٍّ أمام الحكومة. وقالت: «لا نريد بعد اليوم أي اقتتال بين حماس وفتح».
ويشعر أحمد الخطيب (28 عاماً)، الذي يعمل في الخياطة، بالقلق. فهو عاطل من العمل ويبحث عن وظيفة منذ عام تقريباً. قال: «نعم أفضل شيء حكومة الوحدة الوطنية لإنقاذ الشعب من الموت والدمار. وسمعنا من فتح وحماس أنهم يريدون المصلحة الوطنية وتحسين الأوضاع وهذا ما يتمناه كل الشعب».
وتابع الخطيب: «نريد توافر عمل لآلاف العاطلين من العمل منذ سنوات. نعتاش فقط من بعض المساعدات التي لم تعد متوافرة، ونريد فتح المعابر ودعم العمال والتجار حتى نعيش مثل العالم».
وعلّق العجوز الستيني أبو نزار قائلاً إن «حكومة وطنية تمنع الاحتراب بين الإخوة أمل كل الشعب، عليهم (الحكومة) أن ينهوا فوضى السلاح والفلتان الأمني».