القاهرة ـ خالد محمود رمضان
تسابق الدبلوماسيّتان السعوديّة والعربية الوقت، في محاولة لإقناع عدد من الزعماء والرؤساء العرب بعدم مقاطعة القمّة العربية المقبلة، في وقت أوضحت فيه مصادر عربية أن هناك تنسيقاً رفيع المستوى بين القاهرة والرياض لوقف ما سمته بـ «مسلسل الاعتذارات المتتالية» عن حضور القمّة، التي تُعدّ الأولى من نوعها على هذا المستوى في السعودية منذ تولّي الملك عبد الله السلطة خلفاً لأخيه الملك الراحل فهد.
وأعلن المتحدّث الرسمي باسم الرئيس المصري حسني مبارك، السفير سليمان عوّاد، حرص بلاده على توفير جميع ضمانات النجاح للقمة المرتقبة، معرباً عن قناعته بأنّ القمّة تنعقد فى وقت مهم ودقيق يمرّ به العالم العربي في المرحلة الراهنة.
وأشار عوّاد، عقب اجتماع مبارك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى أنّ الأخير سيجري اتصالات مكثّفة فى إطار العمليّة التحضيريّة للقمة، وسيتوجّه إلى عدد من العواصم العربية لتهيئة الأجواء لنجاحها.
وكان عوّاد قد رأى أمس أن «وجود اختلافات فى الرؤى والتوجّهات والآراء حول كيفيّة التعامل مع القضايا المطروحة على الساحة العربية يُعدّ ظاهرة صحيّة»، ولفت في الوقت نفسه إلى حرص مبارك على استمرار الاتصالات وتنقية الأجواء العربية قبل انعقاد القمّة.
ومن المقرّر أن يلتقي مبارك وزيرة الخارجية الأميركيّة كوندوليزا رايس الأسبوع المقبل، خلال جولتها الشرق ـــ أوسطيّة الهادفة لحضور اجتماعات اللجنة الرباعية العربية تمهيداً لاجتماع الرباعية الدولية مع الرباعية العربية في الشهر المقبل.
وعلمت «الأخبار» أنّ موسى يعتزم زيارة طرابلس في محاولة أخيرة لإقناع الرئيس الليبي معمّر القذّافي بالعدول عن قراره مقاطعة القمّة، بسبب خلافاته القديمة مع السعودية، فيما كشفت مصادر عربية عن وجود قرار غير معلن من رئيسي تونس والجزائر، وهما على التوالي زين العابدين بن علي وعبد العزيز بو تفليقة، بالتضامن مع القذّافي وتبنّي قرار المقاطعة.
وكان موسى، الذي يبدأ اليوم جولة عربيّة محدودة تشمل السعودية والأردن وسوريا، قد شدّد على ضرورة دعم «حكومة الوحدة» الفلسطينيّة، وأشار إلى أنّ النقطة الخاصّة بالمبادرة العربية والوحدة الوطنية الفلسطينية وتنشيط عملية السلام، ستكون من بين الموضوعات الرئيسية التي ستطرح للنقاش.
ورداً على سؤال عن تطرّق القمّة العربية للمشاركة اللبنانية، لفت موسى، خلال مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر «اليورو ـــ متوسّطي» في تونس، إلى التصريحات التي أدلى بها النائب سعد الحريري خلال زيارته للقاهرة أخيراً، عن أنّ مبادرة الجامعة العربية حول لبنان هي الأساس بالنسبة لعناصر المشكلة والحلول والتسويات والمقترحات المطروحة.
وعن الملفّ الإيراني، قال موسى «إيران دولة شقيقة وليست عدوّة، وإن كان هناك بعض الخلافات فيجب أن تحلّ بالحوار ولن نقف نحن العرب مع توجيه أيّ ضربة لإيران من أي طرف».
واستبق مصدر ليبي زيارة موسى من خلال التأكــيد علــــى أن القــــذّافي لن يشارك فى القمة المقبلة، وأنّه في المــــقابل بدأ استعداداته للقيام بجولة أفريقية سيبدأها فـــــي 29 من الشهر الجاري، بزيــــارة إلى النيــــجر حيــــث سيــــؤمّ آلاف المصـــلّين في صــــلاة جامعة بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي.
وفي الرباط، أفادت مصادر بأن هناك احتمالات لتغيّب بن علي وبو تفليقة عن المشاركة فى القمّة الريـــاض، وأشارت إلى أنّ الأوّل يشـــــارك القــــذّافي امتعاضه مــــن تجـــاهل دول المشرق العربي لبلدان اتحاد المــــغرب العربي فى إطـــلاعهــــا علــــى حقيقـــــة الاتـــصالات التي تجريها مع أطراف دولية وإقليمية، والتي تتمحور حول العديد من الملفات.