القاهرة ــ خالد محمود رمضان
نفت ليبيا أمس أنباء أفادت بتحرك لها غير معلن لإقناع عدد من القادة والرؤساء العرب بمقاطعة القمة العربية المقبلة، مشيرة إلى أن جولة المبعوث الليبي على القادة العرب هي لشرح الموقف بشأن تغيُّب العقيد معمر القذافي عن القمة.
وكانت مصادر عربية واسعة الاطلاع قد أفادت بأن الجولة الخليجية المفاجئة، التي بدأها قبل يومين ابن عم القذافي ومبعوثه الشخصي أحمد قذاف الدم، تستهدف حث الدول العربية على خفض مستوى مشاركتها في قمة الرياض أو مقاطعتها، بدعوى أنها قمة لم تلتزم ما تم الاتفاق عليه في قمة الخرطوم العام الماضي، أي عقد القمة المقبلة في منتجع شرم الشيخ الساحلي في مصر، بعدما تنازلت السعودية لمصر، حيث مقر الجامعة العربية، عن حقها في استضافة القمة.
وسلم قذاف الدم حتى الآن، كلاً من أمير الكويت صباح السالم الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رسالتين من العقيد القذافي في هذا الإطار.
لكن مسؤولاً ليبياً، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ“لأخبار”، إن ليبيا لا تهدف إلى إقناع أحد بعدم حضور قمة الرياض، مشيراً إلى أن جولة مبعوث القذافي تستهدف شرح الموقف الليبي من تغيب القذافي عنها.
في هذا الوقت، واصلت الصحف الليبية أمس، لليوم السادس على التوالي، التهديد بطرد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في ليبيا إلى خارجها، في إطار ما تقول إنه “مؤامرة عربية لإجبار الشعب الفلسطيني على التنازل عن حقوقه التاريخية وخاصة حق العودة”.
وقالت صحيفة “الجماهيرية”، في افتتاحيتها أمس، إن القمة العربية ستكون مجرد محاولة لإقامة حفل تأبين للقضية الفلسطينية. وتساءلت الصحيفة، المقربة من الزعيم الليبي: “قمة عربية لا تفتح ملف احتلال العراق ماذا ستفتح؟.. وقمة عربية لا تفتح ملف فلسطين أو لبنان هل ستفتح ملف الأطباق الطائرة أو مثلث برمودا؟”.
أما صحيفة “الشمس” الحكومية فقالت من جهتها، تحت عنوان “اغتيال الهوية بالتوطين”: “لا نعرف لماذا يتطوع العرب لتنفيذ مهام عجز عنها الموساد، ولماذا يحاولون خفض الضغط على إسرائيل وما هو الثمن المقابل لهذه الخدمات التطوعية؟”.
ورأت الصحيفة نفسها أن “السكين العربية التي تحاول قطع آخر وشائج الانتماء وتعمل على مصادرة حق كل فرد فسلطيني اقتلع من أرضه عنوة وطرد من حقله ومدينته وبيته، إنها تقوم بأسوأ الجرائم، فهي لا تخون القضية فحسب، بل تصادر حق أجيال وتجعلهم مجموعة لقطاء مهاجرين”.
لكن مصادر عربية وفلسطينية قالت، في المقابل، لـ“الأخبار”، إن الأمانة العامة للجامعة العربية والسلطة الفلسطينية لم تتلقيا أي إشعار رسمي من ليبيا يفيد باعتزامها طرد اللاجئين المقيمين على أراضيها.
وكان القذافي قد تراجع في عام 1995 عن عزمه على طرد جميع اللاجئين الفلسطينيين، بعد ضغوط واتصالات رسمية وشعبية واسعة على المستويين العربي والدولي.
وطبقاً لتقديرات مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل)، فإن عدد الفلسطينيين في ليبيا يبلغ حوالى ثلاثين ألف لاجئ .