strong>غزة ـــ رائد لافيرام الله ـــ سامي سعيد

مشعل يدعو القمة العربية إلى مساندة فكّ الحصار ومزيد من اللقاءات الدولية مع وزراء في «حكومة الوحدة»

في وقت تتزايد فيه معطيات كسر الحصار على الأراضي الفلسطينية، عاد التوتر إلى الجبهة الداخلية مع اندلاع اشتباكات جديدة بين مسلحين من حركتي “حماس” و“فتح” في غزة، أدت إلى سقوط قتيل و12 جريحاً، فيما استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
واندلعت صدامات دامية بين أنصار “فتح” و“حماس” في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في مشهد أعاد الى أذهان الفلسطينيين ويلات الاقتتال الداخلي ونزف الدم، الذي سبق تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
وقالت مصادر محلية وحقوقية في البلدة، لـ“الأخبار”، إن بيت لاهيا شهدت أجواء متوترة للغاية عقب الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين أنصار الحركتين، في محيط منزل القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة “فتح”، سميح المدهون.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والقذائف، أسفرت عن مقتل أحد مرافقي المدهون ويدعى رامي سرور (25 عاماً)، وأصيب 12 آخرون، بينهم أربعة إصابتهم خطرة.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن سرور قتل عندما انفجرت فيه، عن طريق الخطأ، قذيفة (آر بي جي)، بينما كان يهمّ بإطلاقها نحو نشطاء من حركة “حماس”، كانوا يعتلون سطح أحد المنازل في المنطقة.
وكما جرت العادة، تبادلت حركتا “فتح” و“حماس” الاتهامات بالمسؤولية عن الصدامات. واتهم المتحدث باسم “حماس” في شمال القطاع، عبد اللطيف القانوع، من وصفها “فئة خارجة عن الصف الوطني”، بالسعي لإرباك الساحة الفلسطينية.
وسرد رواية حركة “حماس” للحادث، بأن “مجموعة من الشباب المدنيين كانوا يجلسون على سطح منزل مجاور لبيت سميح المدهون، وفجأة تم إطلاق نار كثيف ومركز ومباشر عليهم”، نافياً “محاصرة منزل المدهون من قبل مسلحين من حركة حماس”.
في المقابل، أشار مفوّض العلاقات الوطنية في حركة “فتح”، عبد الحكيم عوض، إلى تعرّض منزل المدهون لإطلاق نار كثيف، وقذيفتي هاون، قبل اندلاع الاشتباكات المسلحة مع عناصر من حركة “حماس”.
وتتهم “حماس” المدهون بالمسؤولية عن قيادة الهجمات التي تعرضت لها الحركة في شمال القطاع، خلال فترة الاقتتال الداخلي. ومعروف عن المدهون قربه من القيادي البارز في حركة “فتح” النائب محمد دحلان.
وفي وقت لاحق، اختطف مسلحون مجهولون القيادي في «حماس» حمدان الصوفي.
في هذا الوقت، استشهد الفلسطيني فادي أبو كشك (23 عاماً) في مدينة نابلس شمال الضفة برصاص قوات الاحتلال. وقال شهود عيان إن الشاب من المقربين من “كتائب شهداء الأقصى”.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت فجر أمس مدينة نابلس ومخيماتها وتوغلت في عدد من الأحياء السكنية. وأعلنت مصادر إسرائيلية اعتقال 20 فلسطينياً في الضفة.
على صعيد آخر، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، القمة العربية المقررة الأسبوع المقبل إلى مساندة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مساعيها لإنهاء الحصار الدولي.
ودعا مشعل العالم إلى التعامل مع حكومة الوحدة من دون تمييز بين الوزراء، في إشارة إلى إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استعدادهما لإجراء اتصالات مع الوزراء الذين لا ينتمون إلى“حماس”. وطالب الإدارة الأميركية باحترام الإرادة الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وحول محادثاته مع المسؤولين السعوديين، قال مشعل، في تصريحات للصحافيين في جدة، إن الوفد حصل على تشجيع من القيادة السعودية. وأعرب عن أمله في أن تترجم تلك المواقف العربية إلى أفعال خلال القمة العربية.
وفي السياق نفسه، شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه على أهمية تأليف لجنة عربية برئاسة السعودية تأخذ على عاتقها الاتصال بكل القوى الدولية لفك الحصار عن الشعب الفلسطني.
وفي السياق، التقى وزير المال الفلسطيني سلام فياض، أمس، في رام الله موفدين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأفاد مراسل لوكالة “فرانس برس” أن فياض استقبل في وزارة المال الموفدين: مارك أوتي وألفارو دي سوتو.
وكان أوتي قد أجرى، أول من أمس، محادثات في غزة مع وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو.
وفي الأيام المقبلة، سيلتقي وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ونظيره البلجيكي كاريل دو غوشت وزراء فلسطينيين لا ينتمون إلى حركة “حماس”.