strong> «مجاهدو خلق» تتّهم إيران بـ«التنسيق» مع الحكيم لتدريب آلاف المقاتلين الشيعة
مرّ المشهد العراقي السياسي أمس بمفاصل عدة: لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي ترى أن العنف الطائفي في العراق «أمر محتوم». نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي يطالب بحوار مع الفصائل العراقية «باستثناء القاعدة». الاحتلال يرى أن جنوب العراق «أولوية» بالنسبة إلى تهريب الأسلحة.
في هذا الوقت، كشف المتحدث السابق باسم حركة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، علي رضا جعفر زاده، في مؤتمر صحفي في نيويورك، أن طهران تدرب مقاتلين على أسلحة خفيفة وقذائف هاون وعبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرقات في العراق، مشيراً الى أنه يتحدث عن «تدريب عالي المستوى ومنظم ومنهجي يوفره النظام الإيراني رسمياً، وينطوي على قدر عال من التنسيق» مع زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم.
واوضح جعفر زاده أن «آلاف العراقيين من بغداد ومحافظات النجف وكربلاء والبصرة يتلقون تدريبات مخصصة للقوات الخاصة والقناصة واستخدام الصواريخ المضادة للطائرات في معسكرات قرب طهران ومدينة جليل آباد» جنوب ايران.
وكان جعفر زاده أول من تحدث عام 2002 عن نية ايران تطوير اسلحة نووية.
وفي السياق، أعرب المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق كريستوفر غارفر عن اعتقاده بأن «معظم المتفجرات، ومن بينها تلك التي تخترق المدرعات التي يستخدمها المسلحون في بغداد، مصدرُها إيران»، مشيراً الى أنها تصل الى العاصمة العراقية «من جنوب العراق الذي يمثل اولوية بالنسبة إلى القوات الاضافية» التي ستنضم الى الجيش الأميركي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بيان له، وبناءً على أوامر من المالكي، أن القوات الأميركية «أفرجت عن الشيخ أحمد الشيباني» المعاون البارز للزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر، الذي كان محتجزاً منذ أكثر من عامين، عندما اعتقله الاحتلال الاميركي عقب المواجهات مع جيش المهدي في مدينة النجف في شهر آب 2004.
وذكرت مصادر عربية أمس أن رئيس حركة الوفاق الوطني العراقية اياد علاوي، الذي زار كلاً من الكويت والسعودية ومصر والأردن هذا الأسبوع، «سعى إلى جس نبض قادة هذه الدول، بالنسبة إلى إمكان مساعدته على تفكيك التحالف بين الائتلاف العراقي الموحد الشيعي والتحالف الكردستاني» اللذين يمثّلان العمود الفقري لحكومة نوري المالكي، من أجل «فتح الطريق أمام تحالف يسعى إلى إنشائه (علاوي) للوصول إلى السلطة».
ولم تتسنً معرفة ردود المسؤولين الذين التقاهم علاوي، لكن دبلوماسياً مطلعاً قال إن مسؤولين في بعض الدول «أعطوه أذاناً صاغية»، بينما «أبدت الكويت برودة تجاه الأفكار التي طرحها».
وأشار دبلوماسي مطلع إلى أن علاوي نقل أيضاً «أفكاراً في شأن تفكيك الائتلاف الشيعي ذاته من الداخل»، معتبراً أن انشقاق حزب الفضيلة من الائتلاف أخيراً "يوفر فرصة جيدة لتشجيع آخرين على القيام بالخطوة نفسها».
من جهة اخرى، دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الى التحاور مع المسلحين في العراق «باستثناء تنظيم القاعدة غير المستعد للتحاور مع أحد».
وقال الهاشمي إنه «ليس هناك من سبيل اخر إلّا التحدث إلى الجميع»، مشيراً الى أن المسلحين هم «جزء من المجموعات العراقية».
وفي واشنطن، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إيك سكيلتون إن القوات الأميركية «لا يمكنها فعل أي شيء لتجنب العنف الطائفي» في العراق، واصفاً اياه بـ«الامر المحتوم» حتى لو انسحبت القوات من هذا البلد.
ورأى سكيلتون أنه يجب «القيام بأفضل ما لدينا لإشراك البلدان الأخرى في عملية استقرار المنطقة، سواء أكان هذا البلد هو السعودية أو سوريا، أو حتى إيران التي تبذل ما في وسعها لمد نفوذها في كل أرجاء المنطقة»، مشيراً الى أن الإدارة الأميركية «ارتكبت أخطاءً استراتيجية لا تعوض» منذ غزو العراق عام 2003.
ويستعد الديموقراطيون في الكونغرس للدخول في مواجهة مع الرئيس جورج بوش هذا الأسبوع بالاقتراع على قرار بسحب القوات الأميركية من العراق بحلول الاول من شهر ايلول عام 2008 كحد أقصى، متحدّين البيت الأبيض الذي هدد باستخدام حق النقض.
ومن المقرر أن يبدأ مجلس النواب الأميركي مناقشة مشرع قرار تمويل الحرب اليوم الخميس.
الى ذلك، وصف القنصل البريطاني العام في العراق ريتشارد جونز، خلال مؤتمر صحافي في البصرة، تسليم بعض المواقع التابعة للجيش البريطاني الى الجيش العراقي بأنه «إعادة انتشار، لا تسليم للملف الأمني» في المدينة.
(العراق للجميع، العراق برس،أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)