موسكو ـــ حبيب فوعاني
على أثر المعلومات التي نشرتها صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية عن إمكان بدء العملية العسكرية ضد إيران في يوم الجمعة في السادس من نيسان المقبل، عشية عيدي الفصح الأرثوذكسي والكاثوليكي، قال نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيو ـــ سياسية الروسية الجنرال ليونيد إيفاشوف، في لقاء خاص مع «الأخبار»، إن الإدارة الأميركية قد اتخذت قرارالحرب على إيران، ولم يستبعد حدوث ذلك في الأيام التالية لعيد «البوريم» (عيد النَصِيب) اليهودي، الذي يحتفل به في الرابع عشر من آذار حسب التقويم اليهودي، ويحل في هذا العام في 25 آذار الجاري. وأشار إيفاشوف إلى أن الحرب على العراق بدأت في أيام هذا العيد في 20 آذار عام 2003، وأنه في 24 آذار 1999 بدأت الحرب الأطلسية ضد يوغسلافيا السابقة.
وفي الوقت نفسه، يرى محللو مركز التنبؤات العسكرية في معهد التحليل السياسي والعسكري أن احتمال شن الولايات المتحدة الحرب على إيران كبير، وخصوصاً بعد وصول حاملتي طائرات أميركيتين إلى المحيط الهندي ونصب مركز اتصالات عسكري مخصص لإعادة توجيه القاذفات الاستراتيجية خلال تحليقها في السعودية، والذي لم يستخدم في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2003.
ويرى رئيس مركز التنبؤات أناطولي تسيغانوك، أنه يجري الإعداد للقيام بثلاث عمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط. «الأولى، وتستخدم فيها حاملات الطائرات الأميركية، التي ستقوم بتوجيه ضرباتها إلى معسكرات وقواعد ومواقع حركة «طالبان» في أفغانستان، وستستخدم فيها القاذفات الاستراتيجية الأميركية المنطلقة من جزيرة دييغو غارسيا ومن القواعد الجوية الأميركية في فيرفورد في بريطانيا». والعملية الثانية من المحتمل أن تكون في العراق، وجوهرها يتلخص بالتقليل إلى أدنى حد الخسائر المحتملة قبيل انسحاب قوات الاحتلال المحتوم من بلاد الرافدين. وفي الوقت نفسه الحفاظ بعد الانسحاب على الإشراف التام على نظام حراسة الحقول النفطية.
ويبدو، بحسب المصدر نفسه، أن واشنطن عازمة على حل هذه المشكلة غير العادية عبر إنشاء كيان دولة جديد في الجيب الكردي، يقوم بالسهر على المصالح الأميركية الاقتصادية في العراق، ولكن من المستبعد أن تساند تركيا القرار الأميركي. ولا يشك المحللون في أنه ما إن يعلن الأكراد عن إنشاء دولتهم حتى يجتاح الجيش التركي الميداني الثاني العراق.
والخيار الثاني لدى الأميركيين هو المبادرة إلى التفاوض مع دمشق بهدف ضمان مساندة سوريا لإقفال الجزء الغربي المشرّع من الحدود العراقية. ويتحدث الخبراء الروس عن خيار «احتياطي» لتطوّر الأمور، وهو تقسيم العراق وفقاً للانتماءات الدينية والقومية. وفي هذه الحالة، تشرف السعودية على الجزء السني من العراق وتدخل قواتها لضمان سلامة المرافق الاستراتيجية. أما الجزء الشيعي فمن الصعب على المحللين التنبؤ بمصيره، وإن كان يُترك فيه مجال على أي حال لطهران للقيام بدور فيه.
ومن الممكن أن توجه العملية العسكرية الأميركية الثالثة ضد إيران.
ويضيف أناطولي تسيغانوك أن «طهران تنظر بحذر إلى تشكيل المجموعة البحرية الضاربة الأميركية في الجزء الشمالي من المحيط الهندي. ويدرك الإيرانيون أن الطائرات البحرية المنطلقة من على ظهر حاملات الطائرات، والطائرات الأخرى المقلعة من القواعد الأميركية في الخليج العربي والأردن هي التي ستقوم بقدر كبير من القصف الجوي، لكن الخطر الأكبر، الذي يتهددهم، هو الصواريخ المجنحة».
فماذا سيفعل الإيرانيون؟
سيقفلون مضيق هرمز بإغراق بضع ناقلات نفطية، وسيتسببون بارتفاع هائل لأسعار النفط. وقد قام الإيرانيون في العام الماضي بتجربة صاروخ بحري يشبه بمواصفاته التقنية صاروخ «شكفال» الروسي، ويستطيعون بهذا الصاروخ تدمير أهداف بحرية على بعد 40 كيلومتراً من الشاطئ. وعرضت أخيراً صور إطلاق قمر اصطناعي فضائي إيراني، وهو ما يشهد بوجود صواريخ لدى طهران تستطيع النيل من القاذفات الاستراتيجية والصواريخ الأميركية.