strong>غزة ــ رائد لافي
اتفقت حركتا “فتح” و“حماس” أمس على التهدئة الشاملة في مناطق شمال قطاع غزة، التي شهدت توتّراً شديداً وعمليات قتل وخطف وحرق متبادلة منذ مساء الأربعاء الماضي.
وتوصلت الحركتان، في ختام اجتماع ثنائي بحضور وفدين قياديين منهما مساء أول من أمس في شمال القطاع، إلى اتفاق يقضي بإزالة جميع المظاهر المسلحة من الشوارع ورفع الحواجز العسكرية ونزول المسلحين عن أسطح الأبنية. وتعهّد الطرفان إعادة جميع المختطفين من الجانبين.
واتفقت الحركتان على إنشاء مكتب مركزي لمتابعة مشاكل شمال القطاع، على أن يتم فتح مكاتب فرعية في بلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، وتعميم بيان مشترك موقع من الحركتين يوزّع على جميع أفرادهما، والتشديد على ضرورة الالتزام بمنع الخطف بتاتاً في جميع الأحوال، ومنع إطلاق النار ومداهمة المنازل واستهدافها، وفي حال وجود أي مشكلة الاتصال بالمكتب المشترك لمنع وقوع أي افعال غير محسوبة.
وفي سياق الاتفاق، تم ترحيل القيادي في “فتح”، سميح المدهون، الذي تتهمه “حماس” بإثارة الفوضى في شمال القطاع، من مكان إقامته في بلدة بيت لاهيا، إلى مكان آخر يعتقد أنه في مدينة غزة.
وقالت مصادر مقرّبة من “حماس” إن قرار نقل المدهون من مكان سكنه جاء بمبادرة من “فتح”، وبعرض شخصي من النائب “الفتحاوي” محمد دحلان.
في هذا الوقت، قتل أحد عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، عن طريق الخطأ، أمس، في موقع للقوة في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقالت “كتائب عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، إن الشاب حسن معروف، يعمل في صفوفها، وقتل بعيار ناري في الصدر انطلق من سلاحه الشخصي في موقع للقوة التنفيذية في مدينة خان يونس.
وفي محاولة لاحتواء موجة الغضب، التي أثارتها تصريحاته، دافع مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون السياسية، نمر حماد، عن دعوته إلى استئناف التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قائلاً إنها “فُهمت بطريقة مغلوطة”.
وقال حماد، في بيان له، إن مضمون تصريحه “لصوت إسرائيل يتعلق بعمليات القتل والاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بحجة وجود مطلوبين أو أن هناك من يقوم بالإعداد لعمليات ضد إسرائيل”. وتمنى أن تتم قراءة التصريح بشكل “موضوعي”.
إلى ذلك، قال مسؤول فلسطيني أمس إن راعي أغنام فلسطينياً لقي حتفه طعناً خارج بلدة عقربة في الضفة الغربية. وحمل رئيس بلدية عقربة، جودت بني جابر، المستوطنين اليهود مسؤولية قتله.
وأعلنت “كتائب عز الدين القسام” مسؤوليتها عن قنص إسرائيلي أمس قرب موقع إسرائيلي محاذي لشمال قطاع غزة.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي سيستقبل في الثاني من نيسان في العاصمة الفرنسية نظيره الفلسطيني زياد ابو عمرو الذي لا ينتمي الى حركة “حماس”.
من جهتها، حضت إندونيسيا المجتمع الدولي على الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية “حتى يتسنى استئناف محادثات السلام مع اسرائيل عما قريب”. وقال وزير خارجية إندونيسيا، حسن ويراغودا، في مؤتمر صحافي، “حقيقة أن حماس فازت في انتخابات ديموقراطية أجريت سلمياً وبنزاهة تظهر أنه ليس بمقدور أحد الانتقاص من وجود حماس”. وأضاف “ليس كافياً ربط حماس ببساطة بالشروط الثلاثة. نحن بحاجة إلى إقناعهم”.