strong>طهران ـــ محمد شمص
واشنطن تتحدث عن «صراع» في القيادة الإيرانية وموسكو تحذّر من «صراع حضارات»

دخلت إيران مرحلة جديدة من النزاع مع الغرب عقب صدور القرار الدولي 1747، معلنة “استحالة” وقف عمليات تخصيب اليورانيوم، في حين لا تزال قضية البحّارة البريطانيين، الذين تقول طهران إنها اعتقلتهم في مياهها الإقليمية الجمعة الماضي، موضوع تجاذب على أكثر من صعيد.
ورفض نائب وزير الخارجية الإيراني، مهدي مصطفوي، أمس تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال «إذا كانت الدول الكبرى قد طرحت تعليق التخصيب كشرط أساسي لاية مفاوضات، فمن المستحيل القبول بهذا الشرط».
وأضاف مصطفوي «سنتابع أنشطتنا النووية السلمية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونحن مستعدون للتفاوض مع الوكالة وأعضاء مجلس الأمن».
من جهته، قال وزير الاقتصاد، داوود دانش جعفري، إن “غالبية ما جاء في بنود القرار (1747) كانت تطبّق على إيران بصورة غير رسمية خلال العام الماضي. وقد اتخذت إيران الاستعدادات والإجراءات اللازمة لمواجهة هذا التحدي”.
وأوضح جعفري أن “أميركا لا صلة لها عملياً بالاقتصاد الإيراني، لهذا فإن ما تقوم به سيعود بالضرر على تلك الدول التي تربطها علاقات اقتصادية جيدة مع إيران”.
وفي هذا السياق (رويترز، ا ف ب، يو بي آي)، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عقوبات الأمم المتحدة على إيران تهدف إلى إقناع طهران باستئناف المفاوضات، لا معاقبتها. وقال، للصحافيين في موسكو، “نرجو أن تستقبل القيادة الإيرانية الإشارة التي احتواها القرار .. بالطريقة المناسبة”.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء بياناً لوزارة الخارجية الروسية يقول: إنه «يمكن أن تكون للأزمة الإيرانية عواقب مدمرة على العلاقات بين حضارات”. ودعت روسيا الولايات المتحدة إلى أن تثبت أنها “لا تحضّر لصراع حضارات” عبر بناء “أميركا الحصن” التي يفصلها عن بقية العالم، محيطان وسيطرة صارمة على الحدود.
في هذا الوقت، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، نيكولاس بيرنز، في حديث لصحيفة “فايننشال تايمز” أثناء زيارته إلى بروكسل، إن الوقت ما زال متاحاً للتوصل الى تسوية عبر القنوات الدبلوماسية للنزاع بين إيران والمجموعة الدولية حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ورأى بيرنز أن “القيادة الإيرانية ليست نظاماً واحداً. إنها حكومة متنافرة ونعتقد أنها تتصارع في داخلها”، مستبعداً أن ينجح الإيرانيون في تثبيت ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بحلول أيار المقبل.
الى ذلك، دعت كوريا الجنوبية والكويت إيران الى تسوية أزمة ملفها النووي بالطرق السلمية. وقالتا، في بيان صدر في ختام زيارة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الى الكويت، إن على إيران «مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وفي قضية البحارة البريطانين الـ15، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن هذه القضية تمر بالمراحل القانونية. وأوضح أن التعامل معهم «يتم باحترام وبصورة إنسانية، وهم بصحة جيدة»، معلناً أن إيران ستسمح لموظفي السفارة البريطانية بأن يلتقوا الجنود بعد انتهاء المراحل القانونية والتحقيق معهم. وأضاف ان الضجة الإعلامية والتصريحات غير الدقيقة والاستفزازية لا تساعد على تسوية القضية، مؤكداً وجود أدلة ووثائق تثبت أن البحّارة البريطانيين دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير شرعية.
في المقابل، حذر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير طهران من أن قضية عناصر البحرية البريطانية ستدخل “مرحلة جديدة” في حال فشل الجهود الدبلوماسية للإفراج عنهم.
وأوضح متحدث باسم بلير، رداً على سؤال عمّا عناه رئيس الوزراء بـ“مرحلة جديدة”، أنه من “الصحيح” القول إن ذلك لا يعني أن لندن تستعد لطرد السفير الإيراني في بريطانيا أو اللجوء إلى القوة، مضيفاً «ان ما عناه هو مرحلة جديدة في طريقة المعالجة الحالية» للأزمة. وقال المتحدث إن بريطانيا “مقتنعة تماماً” بأن عسكرييها لم يكونوا في المياه الإقليمية الإيرانية عندما تم اعتقالهم، مشيراً إلى أنه «حتى الآن لم نوضح كيف نعرف ذلك لأننا لا نريد السعي الى التصعيد».
وفي أنقرة، قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، امس، إنها ستختصر زيارتها لتركيا وتعود الى لندن بسبب أزمة البحارة المحتجزين لدى إيران، مضيفة «قررت آسفة اختصار زيارتي حتى أستطيع أن ألقي بياناً غداً (اليوم) أمام البرلمان بشأن آخر التطورات».