أحكمت القوات الصومالية، مدعومة بالجيش الإثيوبي، سيطرتها على الصومال، بعد 12 يوماً من المعارك، وتمكّنت من إخراج قوات «المحاكم» من آخر معاقلها، ميناء كيسمايو الجنوبي أوّل من أمس. وتوعّدت الحكومة الصومالية المؤقتة، بملاحقة الإسلاميين الذين فرّوا خلال الليل من كيسمايو. وقال وزير الإعلام الصومالي علي جامع “فور معرفة المكان الذي ذهبوا إليه في الصومال ستتم ملاحقتهم لأنهم يتعاونون مع مقاتلين أجانب لا يعدّ وجودهم في الصومال ملائماً للأمن”.
وأرسلت كينيا المجاورة قوات من الجيش والشرطة إلى منطقتها الحدودية الشمالية الشرقية الطويلة، التي تراجع إليها مقاتلو “المحاكم”، لمنع تسللهم إليها.
وفي أوّل إشارة إلى أعمال حرب العصابات، التي توعّدت بها «المحاكم»، أفاد سكان محليون أن مسلحاً صومالياً قتل جنديين إثيوبيين بالرصاص أمس في بلدة جيليب شمالي كيسمايو.
وقال أحد السكان «كمنَ رجل للإثيوبيين في جيليب مرتين. هاجمهم في المرة الأولى عند الفجر وجرح ثلاثة جنود إثيوبيين ثم هاجمهم في وقت لاحق وقتل اثنين». وأضاف ان القوات الإثيوبية قتلت المسلح بالرصاص وإثنين آخرين من الصوماليين في وقت لاحق.
وكان رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي قد طالب السبت الماضي سكّان مقديشو بتسليم أسلحتهم بحلول يوم الخميس، وإلا ستنزع قواته السلاح بالقوة. وسخر المتحدث باسم المحاكم الإسلامية عبد الرحيم علي مودي، الذي تحدث من مخبأ أوّل من أمس، من مسعى الحكومة لنزع السلاح، قائلاً إنها لا تتمتع بشرعية شعبية ولن تستطيع توحيد المجتمع الصومالي المقسّم الى عشائر. وقال مودي “الصوماليون لن يتخلّوا عن أسلحتهم طوعاً. بعض العشائر ستقاوم لأن الثقة لم توجد بعد بين العشائر”.
إلى ذلك، تحدّث رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي أمس عن إمكان انسحاب قوّاته من الصّومال في “غضون أسبوعين”.
وقال زيناوي، خلال خطاب مخصص للوضع في الصومال أمام البرلمان الإثيوبي، “مغادرة الصومال فوراً ستكون خطوة غير مسؤولة. سنبقى في الصومال قليلاً حتى التوصل الى الاستقرار”، مضيفاً “علينا زيادة جهودنا للحدّ من استمرار الوضع على هذا النحو في الصومال”،
وتابع زيناوي “هذا لا يعني أننا سنتخلى عن الصومال. طموحنا كان ولا يزال إزالة الخطر الذي كان يهدد بلادنا. عبر زيادة الجهود يمكننا التوصل الى سلام دائم لبلادنا وللصوماليين”.
وأعلن سفير الصومال في إثيوبيا عبد الكريم فارح أن القوات الإثيوبية ستبقى ما دام هناك ضرورة لبقائها، وكرر الدعوة لإرسال قوات لحفظ السلام.
وقال فارح، من أديس أبابا، “يتعيّن علينا ألّا نخلق أي فراغ. إذا أراد الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي انسحاب القوات الإثيوبية فيتعيّن عليهم نشر قوات من دون إبطاء”. ووصفت اريتريا، على لسان رئيسها أسياس أفورقي، الغزو الإثيوبي للصومال بأنّه “عمل إرهابي”. واتّهمت الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الحرب في الصومال، غير أنها قالت إن واشنطن لن تستطيع أبداً قهر إرادة الشعب الصومالي.
وعلى صعيد المقاربة الأوروبيّة لصيغ الحلّ، تنظّم ألمانيا، التي ترأس حاليّاً الاتحاد الأوروبي، اليوم في بروكسل “اجتماع عمل غير رسمي” للشركاء الأوروبيين حول الصومال “بهدف المساهمة في عملية السلام” في هذا البلد.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)