شكّل “النصر” الإثيوبي على المحاكم الإسلامية في الصومال هدية قيّمة للإدارة الأميركية، التي تواجه حملة انتقادات داخلية بسبب التدخل العسكري في العراق وأفغانستان، بعدما تمكنت من تحقيق هدف سياسي كبير من دون إطلاق عيار ناري واحد.وقال أستاذ السياسة في جامعة في أنديانا، مايكل وينشتين، «شجعت واشنطن أديس أبابا على المضي قدماً. وفرت التغطية الدبلوماسية نفسها التي منحتها لإسرائيل لمهاجمة لبنان خلال فصل الصيف الماضي ولأسباب مشابهة... الحفاظ على موطئ قدم في المنطقةوأضاف وينشتين أن «الأميركيين العاديين ملوا التدخل الأجنبي. ومن ثم ما حدث في الصومال سيكون الآن استراتيجية مفضلة باستخدام حلفاء في المنطقة كآلة للهجوم».
ويقول محللون عسكريون غربيون إن الولايات المتحدة منحت إثيوبيا مساعدة استخبارية في ما يتعلق بالمراقبة للإسراع بالفوز الذي حققته.
ولكن الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي تطارده اللحظة التي أعلن فيها بشكل متسرّع تحقيق انتصار في العراق عام 2003، وصنّاع السياسة الأفارقة، من غير المرجّح أن يعلنوا سريعاً تحقيق انتصار.
ويتكهّن بعض المحللين بأن الإسلاميين، الذين فرّوا بدلاً من التعرض لخسائر فادحة، قد يعيدون تنظيم أنفسهم ويشنون هجمات على غرار ما يحدث في العراق من مناطق نائية في الصومال أو ينفذون تفجيرات قنابل في أماكن أخرى في شرق إفريقيا.
وقال الخبير في شؤون الصومال مات بريدن، ومقره نيروبي، إن «المقارنة بالعراق مقلقة. وبالتأكيد، إن العودة السريعة لقادة الحرب إلى مقديشو توضح أنه من الممكن أن تنزلق البلاد بسهولة صوب الفوضى».
وأضاف بريدن «علم الأميركيون الكثير عن الصومال بشكل يمنعهم من رفع لافتة: المهمة أنجزت».
ويدرك الأميركيون، أصحاب الذاكرة القوية، ذلك جيداً: فقد بدأت محاولة مأسوية للقوات الأميركية لتهدئة الصومال في بداية التسعينيات بتدفق مشاة البحرية الأميركية إلى شواطئ مقديشو في زي القتال، ليجدوا فقط مجموعة من الصحافيين الغربيين في الانتظار بدلاً من جيش العدو.
وانتهت المحاولة بانسحاب مخز بعدما أسقطت الميليشيات الصومالية طائرتين أميركيتين وقتلت 18 جندياً ومثّلت بجثثهم في الشوارع.
(رويترز)