أقرّ ضابط إسرائيلي أمس بسوء توقيت العدوان على رام الله يوم الخميس الماضي، في اعتراف لم يمنع استمرار الاجتياحات الإسرائيلية لمدن الضفة الغربية، حيث اعتقل أكثر من عشرة فلسطينيين، بينهم أفراد من القوى الأمنية.وقال ضابط في قيادة المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن اسمه: “لقد ارتكبت خطأ في التقدير بقراري شن العملية على رام الله في اليوم نفسه الذي عقدت فيه القمة الإسرائيلية ــ المصرية في شرم الشيخ”. وأضاف “لقد أخطأنا، فقد اعتقدنا أن العملية ستمر بسلاسة وستتمكن قوة المستعربين من الخروج قبل أن يشعر أحد بالعملية، لكن في الواقع، العملية تعقدت”.
وأوضح الضابط نفسه أن قيادة المنطقة أخذت لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس المصري حسني مبارك بالحسبان عندما قررت تنفيذ العملية، كما أن الضباط الإسرائيليين كانوا يعلمون بوجود فرق صحافية ومصورين في مركز مدينة رام الله، لكنهم اعتقدوا أن العملية لن تتعقد.
ورغم “الاعتراف”، ذكرت صحيفة “معاريف” أمس أن الجيش الاسرائيلي يخطط لتصعيد الاعتقالات في الضفة الغربية في الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، اعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس في نابلس، شمال الضفة الغربية، اربعة فلسطينيين بذريعة التحضير لعملية استشهادية في اسرائيل، بحسب مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية.
وقال احد هذه المصادر إن “يوسف السحلي (21 عاماً) ودرويش شافي (24 عاماً) كانا يحضّران لعملية انتحارية بالقنابل داخل اسرائيل... في الايام المقبلة”. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عثر على أحزمة ناسفة في شقتيهما. اما الفلسطينيان الآخران اللذان اوقفا، وهما خالد ابو حمد (20 عاماً) ومحمود ماهر (23 عاماً)، فيشتبه في أنهما شريكان لهما.
وقام خبراء المتفجرات من الجيش الاسرائيلي بتفجير الحزامين الناسفين تحت السيطرة.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال الاسرائيلي هاجمت أمس الصحافيين والاطقم الطبية في نابلس. وكانت القوات قد اقتحمت المدينة وسط إطلاق كثيف للنيران والغازات السامة واعتقلت خمسة مواطنين على الاقل.
وأوضح مراسلون صحافيون أن قوات الاحتلال أطلقت عليهم، وعلى أطقم الاسعاف الطبية، قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والدخان، حتى لا ينفّذوا عملهم من خلال تصوير ما يجري في تلك المنطقة وتوثيقه.
كما ذكرت مصادر أمنية أن الجيش الاسرائيلي اعتقل اثنين من جهاز الامن الفلسطيني على أحد الحواجز في مدينة نابلس. وقالت المصادر إن الجنود الاسرائيليين أوقفوا عنصري الامن لفترة من الوقت في أوضاع مهينة قبل تقييدهما ونقلهما إلى مركز اعتقال غير معروف.
وكانت الاذاعة الاسرائيلية قد ذكرت أن قوات الاحتلال تقوم بنشاط واسع في مدن الضفة الغربية الاخرى بحثاً عمّن تصفهم بالمطلوبين الفلسطينيين. وأشارت الإذاعة إلى أنه تم اعتقال ثمانية فلسطينيين في أنحاء مختلفة من الضفة، حيث اعتقل ستة من عناصر “فتح” في مدينتي رام الله وطولكرم.
من جهة أخرى، رأى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز، أمس أن اندلاع “حرب اهلية” فلسطينية سيكون “مأساة” بالنسبة للفلسطينيين واسرائيل والسلام في الشرق الاوسط.
وقال بيريز للصحافيين قبل دخوله إلى جلسة الحكومة الإسرائيلية: إن “الجانبين (الفلسطيني والاسرائيلي) يحاولان منع نشوب حرب أهلية، لكنني لست متأكداً (أن الفلسطينيين) يسيطرون بالكامل على قواتهم”.
(الأخبار)