«القاعدة» يحرّض سنّة بغداد... وأنباء عن عودة «التيار الصدري» إلى البرلمان والحكومة
بلغ السجال المذهبي في العراق مرحلة حرجة، تمثلت بدخول رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، عبد العزيز الحكيم، في الجدل الدائر على الخط الشيعي ــ السني، والذي احتدم آواخر الأسبوع الماضي بين «هيئة العلماء المسلمين» والحكومة العراقية، فيما دعا الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة» سنّة بغداد الى الاستعداد للمواجهة، وسط أنباء عن عودة «التيار الصدري» إلى البرلمان والحكومة، الأمر الذي قد يردف حكومة نوري المالكي بدعم هي بأمسّ الحاجة اليهفقد تصدّى الحكيم، زعيم «الائتلاف العراقي الموحد»، أمس، لخصوم الطائفة الشيعية، قائلاً: «نحن ندفع ضريبة اعتقادنا بالإمامة وتشن حرب ابادة طائفية علينا. لماذا؟ ماذا صنعنا؟ لأننا متمسكون بالغدير، بما قاله رسول الله».
وقال الزعيم الشيعي في كلمة ألقاها في مقر المجلس الاعلى في منطقة الجادرية (وسط بغداد) في احتفال بمناسبة ذكرى يوم الغدير، ان «احد المجرمين الذين يعدّون انفسهم من العلماء السعوديين يفتي بكفر الشيعة الامامية الاثني عشرية بكل وقاحة ويبيح دماءنا وأعراضنا وأموالنا».
في غضون ذلك، دعا الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة»، في بيان نشر على شبكة الانترنت أمس، سنة بغداد الى الاستعداد لمواجهة الخطة الامنية الجديدة التي اعلنها المالكي السبت الماضي. وقال البيان «ها هي حكومة المالكي الصفوية تعلن عن خطة امنية جديدة تأتي ضمن الحملة الصفوية المستمرة والتي تستهدف سحق اهل السنة في بغداد وتدمير مساجدهم وإحراقها». وأضاف «ندعو اهلنا في بغداد الى الاستعداد وأخذ الحيطة والحذر واستمرار المرابطة في الشوارع والثغور وتشديد الحراسات على المساجد للتصدي لهجمات عصابات الاجرام الصفوية».
وأفاد مصدر حكومي عراقي أمس، بأن التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، قرر العودة إلى البرلمان والحكومة وإلغاء قراره السابق بتعليق المشاركة فيهما. وقال المصدر إن المالكي طلب من وفد يمثل «التيار الصدري»، يضم فلاح شنشل وناصر الساعدي، والذي زاره أمس، عودة التيار إلى الحكومة والبرلمان لعدم وجود مبرر لاستمرار المقاطعة، على حد تعبيره.
وكان «التيار الصدري»، الذي يشغل نوابه 30 مقعداً في البرلمان وستة مقاعد وزارية في الحكومة، قد علّق عضويته في البرلمان والحكومة في 23 تشرين الثاني الماضي احتجاجاً على اللقاء الذي عقد بين المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش في العاصمة الأردنية، عمان، في ذلك التاريخ.
ميدانياًَ، قتل 21 شخصاً في هجمات متفرقة طاولت بغداد وبعقوبة الزعفرانية أمس، فيما عثرت الشرطة على 25 جثة في شوارع العاصمة.
وأعلن الجيش الأميركي أمس عن مقتل اثنين من جنوده خلال عمليات عسكرية في محافظتي بغداد وصلاح الدين أول من أمس، فيما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن جندياً بريطانياً قتل صباح الاحد في حادث سير في محافظة ميسان جنوب شرق العراق.
وأفاد المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية محمد العسكري أمس، بأن «الخطة الامنية الجديدة لمدينة بغداد هي الآن في مراحل الإعداد الاخيرة ومهيأة للتنفيذ في اي وقت بعد اصدار الامر من القائد العام للقوات المسلحة». وأشار الى أن «هذه الخطة تمتاز عن الخطط السابقة بأسلوب التخطيط والتنفيذ والاشراف والانتشار وعدد القطعات».
ونفى العسكري الأنباء التي ترددت عن مشاركة قوات من «البشمركة» او من منظمة «بدر» في تنفيذ خطة بغداد.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، أن اكثر من 17 الف مدني وشرطي عراقي قتلوا في النصف الثاني من عام 2006، وهو رقم يبلغ نحو ثلاثة أضعاف حصيلة القتلى في النصف الأول من العام نفسه.
( أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)