القاهرة ــ خالد محمود رمضان
"تحالف المعتدلين" يعود إلى الواجهة مع وصول وزيرة الخارجية الأميركية، في ظل حالة توتر تعم الشرق الأوسط بمختلف أرجائه، وهو ما، مهدّت له كوندوليزا رايس، بالإشارة إلى سعيها لاستئناف "عملية السلام"، لكن ما هو المقابل؟

التحضيرات لاستقبال وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تجري على قدم وساق في المنطقة، وبوادرها الأولى كانت لقاء الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني
، حيث أعلن بعده عن لقاء يجمع الوزيرة الأميركية مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن، أو ما يعرف بتحالف “الدول المعتدلة”، لبحث استئناف “عملية السلام” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
في هذه الأثناء، تلقّى الرئيس المصري تقريراً أمنياً من الوفد المصري الموجود حالياً في قطاع غزة، يحذّر من مخاطر استمرار الانفلات الأمني والمواجهات بين حركتي المقاومة الإسلامية وفتح أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وأعلن مسؤولون مصريون وأردنيون أن رايس، التي ستقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بجولة شرق أوسطية محدودة لبحث مستقبل عملية السلام، ستترأس مجدداً اجتماعاً لوزراء خارجية دول مجس التعاون الخليجي بالإضافة إلى وزيري خارجية مصر والأردن هو الرابع من نوعه في إطار التشاور المستمر بين دول هذه المجموعة حول مستقبل العملية السلمية والمفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الاجتماع سيعقد في الكويت خلال الأسبوع المقبل، ويمثل جهداً عربياً أميركياً للاتفاق على قراءة وتقييم الأوضاع والتطورات، وما يمر به من صعوبات والاتفاق على ما يمكن المساهمة به عربياً ومع الولايات المتحدة لتحقيق هذا القدر من الاستقرار للإقليم»، مضيفاً «أن كافة أوضاع الإقليم مطروحة لمشاورات ونقاش».
وشدد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردنى عبد الإله الخطيب، على أن القضايا الفلسطينية تعدّ محور قضايا الشرق الأوسط، لكنه يمكن التطرّق إلى المسألة العراقية وكذلك الموضوع اللبناني «والإحساس بأن لبنان قد ينزلق مثلما في فلسطين والعراق إلى ما لا تحمد عقباه»، منوهاً بأن كل هذه الموضوعات مطروحة على اجتماع الكويت وكذلك أمن الخليج «الذي يعدّ أمراً أساسياً».
وأشار أبو الغيط إلى أن الملف النووي الإيراني يحظى أيضاً باهتمام دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك باهتمام مصر والأردن.
وقال أبو الغيط إن مصر والأردن سيضغطان من أجل اتفاق حول قضايا الوضع النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف ان التوصل الى اتفاق حول قضايا “نهاية الطريق”، التي تشمل قضيتي الحدود واللاجئين يجب أن يكون له الأسبقية على خطة “خريطة الطريق” التي لم تطبق بالكامل إلى اليوم على الرغم من الاتفاق عليها من خلال الوساطة الدولية عام 2003.
وشدد أبو الغيط على ضرورة وقف الفتنة الطائفية بالعراق، محذراً بقوله «انها إذا تركت مستمرة فلن تقف أضرارها عند حدود المنطقة بل ستتعداها إلى مناطق أخرى وستكون لها مواجهات لها عواقب وخيمة على الجميع». وقال «إن وحدة العراق أمر أساسي وعنصر أساسي للحفاظ على التوازن والاستقرار فى المنطقة».
ونفى أبو الغيط أن تكون هناك تحضيرات لقمة عربية مصغّرة. وقال «لم تطرح هذه الفكرة»، مشيراً إلى أن هناك جهداً مصرياً أردنياً مباشراً للتعامل مع الأطراف الفلسطينية ودعوتها الى التعقل للوصول إلى اتفاق داخلي بينهم.
وأعرب الخطيب، من جهته، عن أمله فى أن يؤدي الاجتماع المقبل إلى تحريك جهد دولي في ما يتعلق بعملية السلام. وأشار إلى «أنه في حالة عدم وجود موقف عربي ستكون المنطقة عرضة لصراعات أطراف غير عربية تهدد المصالح العربية «وهو ما يجب الحيلولة من دون وقوعه».
ووصف وزير خارجية الأردن الوضع في فلسطين بأنه «بالغ الخطورة والصعوبة»، منبهاً إلى ضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني للعودة إلى بذل كل جهد لوقف الاقتتال وعدم السماح بحدوثه، محذراً «من أن النتيجة ستكون مدمرة لعملية السلام كما تلحق الأذى الشديد بالمنطقة كلها».
من جهة ثانية، تسلم الرئيس المصري تقريراً من الوفد الأمني في قطاع غزة. ورأى التقرير أن المصالحة الوطنية الفلسطينية باتت في خطر محدق ما لم يتمّ تطويق هذه الخلافات في أسرع وقت، والتزام مسؤولي الطرفين بالحد الأدنى من عدم القيام بأي استفزازات متبادلة.
وقال التقرير إن خطر اندلاع حرب أهلية في الأراضي المحتلة يعدّ قائماً بالنظر إلى ما أورده التقرير من جملة، ما وصفه بالممارسات الخاطئة المتبادلة بين قادة فتح وحماس.
وتحدث التقرير عن الحاجة الى ضبط الانفلات الأمني ومنع وقوع مصادمات أو مواجهات بين القوى الوطنية الفلسطينية الرسمية وحركة حماس، مشيراً إلى أن الشارع الفلسطيني يشعر بوطأة هذه الخلافات.
وكان عبد الله الثاني قد بحث مع الرئيس المصري المبادرات والاتصالات التي يبذلها الجانبان المصري والأردني لإعادة الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتناولت المحادثات العلاقات الفلسطينية الفلسطينية في ضوء التوتر المتصاعد بين الفصائل والنداء الذي وجّهه الرئيس المصري أخيراً باحترام حرمة الدم الفلسطيني.