بريطانيا وأوستراليا واليابان تشيد ومعارضة شديدة من روسيا وفرنسافشلت الاستراتيجية الجديدة في العراق في ردم هوّة الخلافات الدولية حول سبل إدارة الوضع في هذا البلد، هذا ما اتضح من التعليقات على الاستراتيجية الأميركية، التي أعادت إظهار فرز «محور الراغبين»، حيث رحّبت كل من بريطانياوأوستراليا واليابان بالتوجه الجديد، لكن من دون إبداء أي نية في إرسال قوات إضافية، بل على العكس أشارت أنباء إلى رغبة لندن في سحب 3000 من جنودها، فيما أبدت موسكو والاتحاد الأوروبي وفرنسا معارضة شديدة للتوجه العسكري للاستراتيجيا.
وأشادت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت بالخطة الأميركية، معربة عن أملها بنجاحها في مواجهة «وضع بالغ الصعوبة»، مستبعدة إرسال أي جندي بريطاني إضافي الى العراق.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» أمس أن لندن «ستسحب نحو ثلاثة آلاف جندي من العراق بحلول نهاية شهر أيار لجعل عديد قواتها المنتشرة ميدانياً هناك 4500 رجل»، إلا أن مقر رئاسة الحكومة البريطانية وصف هذه المعلومات بأنها «مجرد تخمينات»، كما رفضت وزارة الدفاع تأكيدها.
وفي أنقرة، رحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، بـ«الإجراءات المتخذة في الاتجاه الصحيح لوضع حد للعنف في العراق»، مضيفة أن «المهم أيضاً أن الرئيس بوش والبيت الأبيض شدّدا على أن الولايات المتحدة ستعمل مع تركيا والعراق ضد وجود حزب العمال الكردستاني في العراق».
وفي سيدني، أشاد رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد بـ«الخطاب الواقعي» للرئيس الأميركي. وقال إن بلاده «تدعم المقاربة الجديدة التي قدمها الرئيس بوش»، واصفاً خطاب الأخير بأنه «واضح وهادئ، وقبل كل شيء واقعي من دون أن يستهين بالتحدي».
وأشار إلى أن بوش «اعترف بأن أخطاء ارتُكبت، وحدد بوضوح الرهانات»، لكنه شدد على أنه لا يعتزم تعزيز القوات الأوسترالية في العراق «لأن حجمها مناسب».
وفي طوكيو، قال وزير الخارجية الياباني تارو آسو، في بيان، إن الحكومة اليابانية «تشيد بالجهود الاستثنائية للإدارة الاميركية من أجل إحلال الاستقرار في العراق»، مضيفاً: «نحن نأمل بشدة أن يتم اعتماد هذه الجهود الأميركية للتوصل الى استقرار وإعادة إعمار العراق بشكل فعال».
في المقابل، رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن «الوضع في العراق يتفاقم بشكل خطير جداً يوماً بعد يوم»، مضيفاً ان «اعتماد مقاربة شاملة واستراتيجية سياسية هو الذي سيسمح بعودة الاستقرار إلى العراق، وتالياً إلى المنطقة».
وفي موسكو، أعلن رئيس البرلمان الروسي (الدوما) بوريس غريزلوف، المقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، أن «زيادة الوحدات العسكرية أمر لا يستحق الإشادة به».
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما قسطنطين كوساتشوف أن خطة بوش «تتضمن تثبيتاً للأخطاء السابقة».
كذلك، انتقد زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف سياسة الولايات المتحدة في العراق، ووصفها بأنها «عدوانية وشريرة».
وجاء رد الفعل الصيني حذراً، إذ أبلغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو الصحافيين أن بكين «أخذت علماً بخطاب الرئيس بوش»، مضيفاً أن العراق «غير مستقر منذ فترة، وتواجه المصاعب عملية إعادة إعماره». ورأى المتحدث الصيني ان «الحل الوحيد» للوضع في العراق يكمن في حكمه «من قبل ابنائه».
كما رأت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي أن العراقيين «يملكون المفتاح لبناء أمة عراقية موحدة وفدرالية وديموقراطية».
وأعرب وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت عن «الأسف لكون الاستراتيجية الجديدة للعراق لا تتناول المشاكل السياسية الحقيقية في البلاد الممزقة بالعنف والفوضى».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)