واشنطن تعزّز وجودها في الخليج وتنفي نيتها مهاجمة إيران أو سوريا
تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم إلى المنطقة للترويج للاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، ولتعزيز التحالف الإقليمي في وجه إيران، في ظل تسريبات عن احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد الشبكات الموجودة في إيران وسوريا، وهو ما نفاه البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن شائعة تقول «إن الرئيس (جورج بوش) يحاول تمهيد الطريق لشن حرب على سوريا أو ايران، وانه تجري حالياً استعدادات للحرب»، مضيفاً: «لا وجود لمثل هذه الاستعدادات».
وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن تعهد بوش مهاجمة الشبكات في إيران وسوريا «لا يشير إلى القيام بعمليات عبر حدود البلدين»، موضحاً أنه «من الناحية العسكرية لا حاجة إلى عبور الحدود الإيرانية. نستطيع ونقوم بتعقّب الشبكات في العراق، التي توفّر أدوات لقتل قواتنا، بغض النظر عن المكان الذي أتت منه، كما زدنا الموارد اللازمة للقيام بذلك».
وتتوجه رايس إلى الشرق الأوسط في جولة، ستركز خصوصاً خلالها على إيران، وتشمل إجراء محادثات مع الفلسطينيين والإسرائيليين، قبل أن تواصل جولتها في مصر والأردن والسعودية والكويت.
وقبل ساعات من مغادرتها واشنطن، قالت رايس إنها ستخصص الجزء الأساسي من جولتها للدفاع عن استراتيجية إدارة بوش الجديدة في العراق، وزيادة المساعدة لإعادة الإعمار، ونشر صواريخ مضادة للصواريخ من نوع باتريوت في المنطقة من أجل «حماية حلفاء الولايات المتحدة العرب المعتدلين».
وقالت رايس: «أنا على ثقة بأن دول الخليج والمصريين والأردنيين يدركون أكثر فأكثر أنه لكي يقاوموا تصاعد نفوذ إيران في الشرق الأوسط عليهم أن يدعموا العراق»، موضحة أن «العراق يمكن أن يشكل حاجزاً أمام النفوذ الإيراني، ويمكن كذلك أن يشكل جسراً لهذا النفوذ إذا لم نحتط لذلك».
وتنوي واشنطن على مدى أشهر نشر مجموعتين من السفن الحربية في الخليج، بينها حاملات طائرات، لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى.
واستبق بوش وصول وزيرة خارجيته إلى المنطقة بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيسين تطرقا «لمجمل الوضع في الشرق الأوسط، وجهود دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار في العراق».
وأعلن مصدر رسمي مصري أن مبارك سيستقبل رايس في مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر.
كما أجرى بوش اتصالاً مع الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي شدد على «ضرورة تكثيف الإدارة الأميركية لجهودها خلال الفترة المقبلة لضمان إطلاق عملية السلام مجدداً» بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف أن «أي جهود ستبذل في هذا الإطار يجب أن تأتي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وصيغة حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية».
وأطلع بوش الملك الأردني على جهود الولايات المتحدة لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً، في هذا الصدد، إلى الجولة التي ستقوم بها رايس. كما استعرض بوش وعبد الله الاستراتيجية الأميركية بشأن العراق، حيث شدد الأخير على «ضرورة أن تشمل جهود تعزيز الأمن والاستقرار في العراق جميع مكونات الشعب العراقي لضمان نجاحها».
(أ ف ب، د ب أ، رويترز)