دخل الأميركيّون أمس ميدانياً إلى الصومال، في أولى الخطوات على الأرض منذ الانسحاب عام 1994، وذلك بعد عمليّاتهم الجويّة الفاشلة، التي أدّت إلى مقتل ما يقارب مئة مدني، في ظلّ تصعيد إريتري يلوّح بانخراط أسمرة الواضح في الصّراع، ويفتح الأبواب على الأفق الغامض، وخصوصاً بعد موافقة الميليشيا الصوماليّة الشعبيّة على الانخراط في جيش رسمي، يخضع لأوامر الحكومة. وفي تصعيد نوعيّ لحرب الاتّهامات بين إريتريا من جهة وإثيوبيا وحليفتها واشنطن من جهة ثانية، في إطار صيغ التّسوية، أو المواجهة، التي تجري على ساحة النّزاع الصومالي، حذّرت أسمرة الولايات المتحدة، أمس، من أنّ تدخّلها في الصومال ستكون له “عواقب وخيمة”.
وأفاد بيان لوزارة الإعلام الإريتريّة أنّ “الرئيس الإريتري إسياس أفورقي يؤكّد أن الأزمة التي أثيرت في الصومال، من جانب الإدارة الأميركية، عبر عميلتها المرتزقة، أديس أبابا، ستكون له عواقب وخيمة”، مشدّداً أنّ أفورقي “دعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات جادّة، من دون التهوين من خطورة الوضع القائم”.
ومن ناحية أخرى، يبدو أنّ الوجود العسكري الأميركي، المخصّص لضرب الصومال، امتدّ من الجوّ إلى الميدان. فقد أعدّت صحيفة «واشنطن بوست” تقريراً، نُشر أمس، استندت فيه إلى أقوال مصادر أميركية، أفاد أنّ فريقاً صغيراً من العسكريّين الأميركيين، دخل جنوب الصومال، في محاولة لتحديد هويّة قتلى الغارة الجويّة الأميركيّة، التي بُرّرت على أساس أنّها تستهدف أشخاصاً يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم “القاعدة”.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن المتحدّث باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري أمس أنّ «زعماء الميليشيات المحليّة وعدوا بتسليم أسلحتهم وعتادهم إلى الحكومة»، مضيفاً إنّ لجنةً شُكلت لتحديد تفاصيل الخطوة التي يصفها كثيرون بأنها خطوة رئيسية لتحقيق الهدوء.
وعلى صعيد آخر، صرّح الرئيس الصومالي عبد الله يوسف لـ«الأخبار» إنّ «من يتحدثون عن احتلال إثيوبى للصومال مخطئون»، مشيراً إلى أنّ الاستعانة بقوّات أديس أبابا تأتي فى إطار تفاهم مشترك، تحدّده مصلحة البلدين فى منطقة القرن الأفريقي.
وقال يوسف، الذي رهن وجود القوّات الإثيوبيّة بنشر قوّات حفظ سلام إقليميّة، «انتظرنا من المجتمع الدولي المساعدة، بينما كان خطر الإسلاميين يتصاعد، وفى نهاية المطاف لم يكن هناك من طرف واحد مستعدّ لتقديم المساعدة الفوريّة سوى الإثيوبيين».
ورداً على منتقدي الغارات الجوية الأميركية، قال يوسف إنّها كانت حتمية ولا مفرّ منها، وأعرب عن قناعته بأنها محدودة ولن تتوسّع لتشمل إمكان إرسال قوّات أميركية على الأرض.
وميدانيّاً، أفاد مصدر حكومي صومالي، أمس، أنّ تسعة أشخاص قضوا، وجرح كثيرون في قتال، بين القوّات الحكوميّة، التي تحرس مجمّع فيلا صوماليا، مقرّ الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، ورجال ميليشيا حاولوا شقّ طريقهم بالقوة إلى داخله. وأضاف المصدر إنّ المهاجمين هم من الحرّاس الشخصيين لأحد زعماء الميليشيات، محمد قنياري، الذي كان داخل المجمّع، في اجتماع مع يوسف.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي، أ ب)