حيفا ــ فراس خطيب
بعد مرور ستة أشهر على العدوان على لبنان، عاد جنود الاحتياط الإسرائيليون إلى التدريبات استعداداً لـ«إمكان اندلاع حرب إضافية».
ورافقت القناة الإسرائيلية العاشرة هؤلاء الجنود في التدريبات، حيث أشارت إلى أنَّ «شعوراً صعباً يتملك الغالبية منهم»، مبينةً أنَّهم «عادوا مع أقل دافعية وأقل استعدادية للعمل والعطاء».
وأشارت القناة إلى أنَّ جنود الاحتياط العائدين إلى التدريبات «لم يتحدثوا عن نقص في المعدات، ولا عن نقص في الطعام، غالبيتهم تحدثوا عن جرح أعمق بكثير». ويقول أحد الجنود للقناة: «فليدربونا على سحب الجرحى من الميدان، لأنَّ هذا ما كان في الحرب الأخيرة».
وقال آخر: «عندما عدت من لبنان ونظرت إلى التلفزيون شعرت بسواد يهيمن على قلبي، شعرت بأنَّهم باعوني»، بينما قال جندي ثالث يدعى موشيه بيبيشويلي إن دافعيته للمجيء إلى التدريبات «هي الأقل منذ أن تجنّد».
ولم يوفّر جنود الاحتياط انتقاداتهم لزعماء إسرائيل نتيجة «إدارتهم لحرب لبنان الثانية». ورأى أحد جنود الاحتياط أنَّ من يحتاج إلى التدريبات «ليس جنود الاحتياط، لأنَّهم يعرفون عملهم»، مشدداً على أنَّ «المسؤولين الكبار هم من يحتاج»، موضحاً أنَّ «جنود الاحتياط قاموا بواجبهم والقادة لم يقوموا».
وقال جندي آخر، يدعى يورام إلياهو، مستعيداً ذكرياته في لبنان: «لم نقاتل في لبنان. لقد جلسنا في بيوت وانتظرناهم ليضربونا».
واعترف ضابط وحدة الاحتياط بن شاني بأنَّه كان «يخشى اللقاء الأول مع جنوده بعد حرب لبنان».
وتتخذ فرقة الاحتياط المذكورة مناطق في إسرائيل للتدريب، لمحاكاة «حرب لبنان الثانية»، التي ميّزها القتال البري في «المناطق اللبنانية المأهولة بالسكان»، إلا أنّ التدريبات واستخلاصات العبر من الحرب لم يتم تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، وخصوصاً أنَّ الاحتياط يتدرّب هذه الأيام في مناطق مفتوحة «لا تذكر قط بالمناطق اللبنانية المأهولة بالسكان».
ويقول أحد الجنود: «من حسن حظنا أنَّ هذه التدريبات هي مجرد تدريبات»، مشيراً إلى أن ما يجري عبارة عن «تحضير». ويضيف أنَّ «من الممكن أن يكون الآتي أسوأ بكثير».