حققت زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني لسوريا «نتائج ايجابية» حتى قبل لقائه نظيره السوري، في خضم التطورات السياسية والأمنية التي يمر بها العراق، وبعدما ارتأى الرئيس الأميركي جورج بوش استبعاد خيار الحوار مع سوريا سبيلاً للخروج من المستنقع العراقي
دخلت العلاقة السورية ــ العراقية مرحلة جديدة مع وصول الرئيس العراقي جلال طالباني، على رأس وفد رسمي كبير إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة تستمر ستة أيام، استهلها بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فيما ذكرت الأنباء الواردة من دمشق أن الطرفين سيوقّعان عدداً من الاتفاقيات الأمنية والتجاريةورأى الاسد، خلال استقباله طالباني، أن «أمن سوريا والعراق مشترك»، عارضاً مساعدة دمشق للعمل على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله إن «أمن البلدين مشترك، وما يسيء لأحد يسيء إلى الآخر، والخير مشترك للبلدين، فعندما يكون العراق سليماً معافى سينعكس ذلك بالخير على سوريا».
كما اعرب الرئيس السوري عن «استعداد سوريا لمساعدة العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق وحدة وسلامة واستقرار العراق»، مؤكداً «دعمه للعملية السياسية الجارية في العراق».
من جانبه، قال طالباني إن «سوريا ساعدتنا في أحلك الأيام، ونحن مدينون لها، وضميرنا مثقل بهذا الدين الذي لا يقدر بثمن»، مشدداً على تصميمه على «اقامة احسن انواع العلاقات السياسية والتجارية والنفطية» مع سوريا، و«تحطيم الطوق الذي فُرض على بلدينا كما خططت له القوى الاستعمارية لمنع كل تعاون وتلاق سوري ــ عراقي».
وأعرب طالباني، قبيل لقائه الأسد أمس، عن شكره لسوريا «الحبيبية التي احتضنتنا»، في إشارة إلى إقامته في سوريا خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وذكرت «سانا» أن الأسد وطالباني «عقدا اجتماعاً موسعاً» بحضور الوفد الرسمي العراقي ومسؤولين سوريين.
ويضم الوفد العراقي، وفقاً لـ«سانا»، «وزراء الداخلية والموارد المائية والري والتجارة ووزير دولة للشؤون الخارجية وعدداً من أعضاء مجلس النواب»، بالاضافة إلى مستشار الأمن القومي موفق الربيعي.
ومن المقرر أن يلتقي طالباني نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، قبل أن يتوجه إلى مدينة القرداحة لزيارة ضريح «صديقه» الرئيس الراحل حافظ الاسد، بحسب مصدر عراقي في دمشق.
وأعلن فخري كريم، مستشار طالباني، أن المباحثات الامنية السورية ــ العراقية «حققت نتائج ايجابية». وكشف أن «وفداً امنياً عراقياً، موجوداً منذ فترة في سوريا، توصل إلى نتائج ايجابية بين البلدين»، موضحاً أن «القضايا التي لم تعالج بعد سيهتم بها وزير الداخلية العراقي (جواد البولاني) مع الطاقم الامني الذي يرافقه» في اطار الوفد الكبير الذي يرافق طالباني في زيارته لدمشق.
وذكر مصدر سوري أن البلدين سيوقعان خلال الزيارة عدداً من الاتفاقيات على المستويين الامني والتجاري.
وكان بيان للرئاسة العراقية قد أعلن أن الرئيس العراقي يزور دمشق بهدف «تعزيز العلاقات الثنائية وتقويمها بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين الشقيقين»، علماً بأن طالباني نفسه، أكد الاسبوع الماضي، خلال مؤتمر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه، أن «علاقاتنا مع سوريا ستدخل مرحلة جديدة».
(أ ف ب، يو بي آي)

صدام وصدام!
اتهم رجل الدين السعودي سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة «الإسلام اليوم»، جيش المهدي بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ورأى العودة أن «صدام الذي حُوكم وصدام الذي أُعدم ليس هو صدام الذي غزا الكويت، وليس صدام الذي ضرب الأكراد بالسلاح الكيماوي، إنما هو صدام الذي ضرب الدجيل»، مشيراً الى أن الاعدام «حدث طائفي خالص».
(يو بي آي)